في لحظة ما، وبدون سابق إنذار وأنت قاعد على مكتبك الوظيفي في أمان الله، وفي نفس الروتين اليومي اللي ابتديت تلاحظ مؤخراََ إنه بيتغذى على ال 24 ساعة يومك ولا يترك إلا فتات من الدقائق للتلذذ من بعيد بحياتك، ثم النوم للرجوع مرة أخرى لجحيم العمل.
وفجأة بتأتيك لحظة استفاقة مباغتة:
هو أنا بعمل إيه هنا؟ أنا ليه مكمل في مكان مش متوافق مع أحلامي، وليه مستحمل إهانة مدير ليس له أي حق في احباطي والتقليل من قدراتي؟! وبدون أي تكاسل، بتقرر إن اللي جاي من عمرك مش هترضى بالراتب المخدر اللي بيعطوه ليك عشان تنسى أحلامك، وهتبتدي تفكر في حلمك الشخصي.
ولو وصلت للمرحلة ديه، فأنا بشجعك بشدة على قرارك، لأن كتير بتبقى الوظيفة خنقاه ومع ذلك بيخاف من فشل البدايات، فبيعكف عنها وبيستمر زي ثور في ساقية بلا هدف غير جمع المال إلى سرير الموت. لذلك قبل أي شئ، عايزك تكون عارف إن مجرد قرارك لتعلم مهارة جديدة والتفكير في بناء كيان أونلاين، هي البداية لحياة ملؤها الرضا وراحة البال.
ولأن بداية الاستقلال فكرة مُرعبة، وإيجاد الطريق للعمل من على النت اللي تقدر تكمَل فيه مُتشعبة جداََ، فأنا هحاول بقدر الإمكان طمأنتك برسم معالم الطريق للحرية المالية، وهلخصلك الموضع في 4 نقاط.
١- البحث عن الشغف ده يتكتب فيه مؤلفات، والزيتونة فيه جملة واحدة " جرّب ومتخافش تفشل". يعني بمنتهى البساطة ممكن تقول شغفي اليوتيوب وهتخصص في التاريخ، وأول ما تحط إيدك في الموضوع، تحس إنك شخص أصلا ملوش خُلق للفيديوهات وعايز يرجع للكتابة، أو اتخنق من التاريخ وعايز يتخصص في الأفلام الوثائقية، أو مش عايز يبقى صانع محتوى أصلا، وقرر يفتح البزنس بتاعه ويدوس في التجارة الإلكترونية أو أو أو ..إلى مالا نهاية. هتعرف منين بقا كل ده؟ هتعرف في النقطة ال 2.
٢- مش هنضرب الودع، والعلم بيقول التجربة خير دليل. ادخل بقلب جامد وادي كل حاجه وقتها وبعد مرور سنة كاملة على التجارب المختلفة، شوف نفسك إيه أكتر حاجه نفسك تكمل فيها، وتوكّل على الله بغزارة إنتاج لمدة لا تتوقف عن سنتين بإستمرار. الأهم بقا من كل ده هي النقطة ال 3.
۳- سواء اليوتيوب، أو التدوين، أو التجارة الإلكترونية، أو حتى فيديوهات التيك توك، عايز تسأل نفسك سؤال مهم جداََ، هل لو مطلعش ليكِِ فلوس من شغفك لمدة 3 سنين كاملة، هتفضل راضي ومبسوط بتأثيرك في الناس وشايف إن الهدف في الرسالة مش في الفلوس اللي بتيجي من وراها؟ النصيحة هنا عايزك متمشيش ورا الترند، ومش عشان ناس ناجحة في مجال معين بمنتهى السهولة والحظ لعب معاها، يبقى ناخد المعيار ده دليل لسهولة النجاح. عارف ليه؟ هقولك في النقطة ال 4.
٤- الاستمرارية هي سر الحياة الناجحة. وكتير بيسمعة الجملة الجملة ويعتقد إنه فاهمها كويس، لكن عند التطبيق بتكتشف إنه حافظ مش فاهم. بص للصورة تاني اللي أنا حاططها في بداية المقال وجاوبني، هل تقدر تخالف القطيع وتفضل متمسك برأيك ومستمر في تشجيع نفسك بنفس حتى لو كان مفيش رأي واحد فقط داعم ليك؟ هل تقدر تكمل في شق طريقك حتى لو معندكش مورارد كافية، وتفضل سهران ليل نهار لمدة لا تقل عن سنة كاملة قاعد بتفتش جوا نفسك وتجرب، وعلى يقين إن الفشل حتى لو صادف طريقك فهو بيقربك لنفسك أكتر لأنه على الأقل بيعرفك ايه اللي متنفعش فيه؟ وإيه اللي محتاج تطوره في نفسك؟
وأخيراََ، مش عايزك تترك الوظيفة لو معندكش مبلغ مادي تتسند عليه لمدة سنة لقدام على الأقل. ابتدي اليوم وعلى أي وضع، خصص وقت جمب الوظيفة، واشتغل في وظيفتك بدوام كلي full time واشتغل على حلمك بدوام جزئي part time.
كاتب فاتح شهية: مينا عطية
__
Photo Credit: extracatchy.net
0 تعليقات