فن التعامل مع الناس - في القرب جريح وفي البعد وحيد


البُعد عن الناس غنيمة، بس الجنة من غير ناس ماتنداس!

الجملتين مفيهمش تناقض، وأنت عارف ده بس ساعات بتنسى، فتعالى أفكّرك. نوعين الناس دول لازم يكونوا موجودين عشان حياتك يبقي ليها طعم. النوع التاني طبعا أنت متفق معايا فيه، لكن ليه بقى لازم يكون في حياتك ناس قرفاك؟ أنا أقولك.

عارف لخبطة نفسك بعد الساعة 12 نص الليل، وأسئلتك عن فايدة الحياة وليه أنت عايش؟ ويا سلام لو كمان عندك نضج عقلي وبتسأل يا ترى إيه القيمة اللي هضيفها في الحياة قبل ما أموت!

فتعالي نفترض إنك شخص ناجح ومعندهوش أي علاقات مُستهلِكة في حياته، إزاي بقى هيبقى عندك تقدير ذاتي لنفسك ولدورك الفعّال في الحياة لو حياتك كلها ماشية زي الفل؟ إزاي هتعرف تبص في عين الناس اللي حواليك وتدعيهم لحب الحياة، وأنت مجربتش وجعها، وتخبيطها،وقسوتها؟

لازم يكون فيه معرقلات في هيئة ناس مُستهلكة لطاقتك، عشان لما تيجي تتكلم عن قصة نجاحك مع حد، لازم ودانك تسمع إنك مكنتش محظوظ. رصيدك تجربتك مع الألم هو اللي هيوّلد عندك الفخر والرضا لما تظبط حياتك وترسم خطة نجاحك الشخصي.

عارف بقا مين اللي عيونه هتلمع وهو بيسمع ماتشات المصارعة بتاعتك مع الحياة ديه؟ الناس اللي من غيرها الجنة ما تنداس! الناس ديه احنا عايشين بوجودها، ومش بكترة عددهم، علاقة واحدة صحية في حياتك، قادرة على إصلاح كل ما أفسدته قساوة العالم ودَعكه!

يعني بإختصار من رَحِم الألم تولد السعادة والرضا. وصِراعك مع الأهل اللي مكنوش داعمين ليك وبيقللوا دايماََ منك، والأصدقاء اللي غدروا، والحبيب اللي هجر، والمدير اللي راهن على فشلك، وكل عابر طريق سَبِبلك أذى بصري وحسيت بسببه إن الدنيا مش بخير، هم دول نفس الناس اللي هتكون مُمتن بمشوارك في الحياة بسببهم، لأنك بقا أخيراََ عندك قصة نجاح تستحق تكون فخور بيها وبمعافرتك في الحياة.

ومتنساش إن كل ده في كفة، وإنك تشوف ابتسامة عين من الأصيل الجدع اللي سند ليك ومكمل معاك المشوار، ده في كفة تاني أتقل بكتير.

كاتب فاتح شهية: مينا عطية

__

 Photo Credit: medium.com 


0 تعليقات