فيه ضغوطات نفسية لا تحتمل عند كل طموح في الحياة إنه يسيب أثر عظيم فيها، بل وأحياناََ بيحتاج يتكلم مع معالج أو دكتور نفسي، لأن أفكاره الإبداعية الكتير اللي مش بتتحقق بقت مسببه ليه مشاكل نفسية بتظهر في طريقة تعامله الحدية مع البشر اللي حواليه، أو رغبته في العزلة المتكررة عن كل شئ إلا مواقع السوشيال ميديا!
من أهم مصارد الوجع والضيق النفسي عند الطامحين للنجاح واللي لسه حاسين بالتوهان، هي إن عندهم فعلاََ إمكانيات ومهارات كتير كويسه، بس عمرهم بيتسرسب بين إيديهم ولسه مش مصدقين إنهم ممكن يوصلوا للنجاح زي اللي بيتابعوا قصصهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعي،
الطمع في النجاح قد يسبب أمراض نفسية:
لما تيجي تطلب منه ساعة واحدة بس في يومه يكرسها بعد الوظيفة أو الدراسة لأنه يقعد يبني شئ بيحلم بيه لنفسه، لازم يكون عنده 100 حجة بإن مفيش وقت وطاقته مستنفذة. وبعدها بدقائق هيبتدي يفتح يوتيوب أو تيك توك عشان يحتقر من كل إنفلونسر شكلها حلو عشان يتشتغل جسمها في الوصول للمجد. شغلاه أوي قضايا لا تخصه في شئ عشان يدي كمان لنفسه حجة أكبر وهي إن لو شكله حلو ووسيم كان زمان عنده متابعين أكتر!
السبب في عدم النجاح وترك أثر عظيم في الحياة:
أنا جاي النهارده أقولك هو أنت امتى هتزهق من أسلوب حياتك المؤذي نفسياََ وفكرياََ ده؟
بتبقى مصلوب على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن حاسس إنك حر لأنك بتختار امتى تتصفح، وامتى ترجع لحياتك الشخصية وتمارس يومك طبيعي. لكن الحقيقي إنك حتى في أبسط روتينك اليومي، عقلك مبيكنش مركز 100% لصناعة أي شئ بإتقان، ومشتاق للجرعة بتاعته اللي هيرجع يشوفها في هيئة مقاطع فيديو من التابع ليهم أو المتابعين ليه على السوشيال ميديا. وبتبتدي حياته تتحول تدريجياََ إلى مُستهلك رفيع بيقدر في نفس واحد يقعد ساعات متواصلة متصفح ومشاهد فقط من غير ما يحس بقيمة الوقت!
والمثير لللسخرية، برغم قلة الإنتاجية وعدم التكفير في أي شئ خاص بيك، بتكون مهووس بأحلام لا تتناسب من روتين يومك الاستهلاكي الضائع. يعني بتحلم بإن حد يديلك الفرصة لإثبات نفسك، لكن لما يجي حد يسألك أنت نفسك في إيه بتلاقي الإجابة عايمة وعامة جداََ، مليانه طموحات ونوايا جميلة، لكن أنت نفسك مش عارف عايز تعمل إيه بالظبط؟
وعشان مش عايز يبان عليك اللغبطة، بتضرب مثل بشخص مشهور على السوشيال ميديا، وتقول عايز حياتي تبقى كدا من حيث حجم التأثير وأسلوب الحياة!
الطريق للنجاح وترك أثر عظيم في الحياة:
بيتهيألك إن هي ديه السعاد، وبتبدي أفكارك وعقلك اللاواعي يحفظ جملة واحدة بس، أعمل إيه عشان يكون عندي فلوس كتير. لكن الحقيقة اللي بتدركها مؤخراََ هي إن أعظم نصيحة لصناعة المال مش السعي وراء المال، راجع المقالة اللي فاتت عن أهم نصيحة مالية محتاج تفهمها كويس قبل ما تسيب مواقع التواصل وتروح تكدح في وظيفة غير مناسبة إطلاقاََ لأحلامك وقدراتك عشان بس تقدر تدخل مال لحسابك البنكي!
أنا مش عايزك تقلق وتشك في قدراتك وخامتك، وقبل ما تروح لمرشد أو دكتور نفسي بتشكي من ضغط النفسي وضيقك، عايزك تاخد شوية عزلة وقعدة مع نفسك تفهم بالظبط أنت محتاج إيه من الدنيا؟ وإزاي تبدأ تاخد خطوات عملية تقربك لأحلامك؟
شروط العزلة النفسية من أجل النحاج:
اوعى الحماس ياخدك دلوقتي وتقرر تخش العزلة بعد قراءة المقالة من غير هدف واضح! يعني الحل مش إنك تكون بعيد عن السوشيال ميديا والمشتتات النفسية وبس. هو أنت هتعل إيه بقا وأنت قاعد فاضي وسرحان في السقف؟ عايز تتأمل في الحياة وتطلع بكوباية شاي وتشربها فوق سطوح بيتكم وأنت سرحان في البشر اللي ماشية في الشارع وغسيل الجيران؟ مفيش أي مشكلة، بس خليك عارف إن ده برضو لايفرق عن قعدتك على السوشيال ميديا، هو نوع هروب نفسي آخر بس شيك شوية وهيقلل إحساس ضميرك بالذنب.
يبقى الحل هو إنك تكثف كل مجهوداتك في الكورسات الأونلاين، ومحاضرات اليوتيوب عن النجاح وصناعة المال أونلاين، والمهارات اللي أنت محتاج تتعلمها، صح؟ لأ برضو!
حرف واحد بس محتاجين نشيله من السؤال اللي فات عشان يبقى صح وهو "كل". الخطأ الأكثر شيوعاََ وفتكاََ بالنفس البشرية هي إنها تفضل بس بتتعلم كلام نظري وتطبيق المعرفة دائماََ خطة مؤجلة لمرحلة مش بتيجي أبداََ. دائماََ فيه تردد وخوف وشك في القدرات والمهارات الشخصية، فبتخلي صاحبها دائماََ مدمن مشاهدة محتوى نافع ومفيد لكن بدون تطبيق وديه كارثة أخرى.
يعني المحتوى الغير هادف ترفيهي لكن مش بيعلمك شئ لنفسك وبتبقى بتخسر من وقتك، والمحتوى الهادف بيغذي أفكارك ويعلي سقف طموحاتك، لكن بيزيد من حيرتك وإحساسك بالدونية لأنك محتاج سنين على عمرك عشان توصل لمستوى الانضباط الذاتي والعقلية اللي بيتكلم بيها الشخص المؤثر اللي أنت قاعد بتتعلم منه. يبقى إيه الحل؟
كفاية نصائح للنجاح وابدأ في التطبيق الآن:
التعلم الذاتي هو حجر أساس في حياة كل الناجحين ولازم يفضل يتعلم ويقرأ طول عمره. لأن التوقف عن العلم هو موت. لكن الفرق بقا إن أي ناجح لازم يكرّس وقت للتطبيق العملي. لازم يجي على نفسه ويتحداها، ويخوض تجارب حتى لو مصيرها الفشل، بس المهم يكون اكتسب خبرة من تطبيق المعرفة اللي قاعد بيستهلكها وزخمها بيئذيه نفسياََ أكتر ما بيفيده.
الحل بإختصار إن لازم الورقة والقلم يكونوا حاضرين في خلوتك النفسية. وبعدها لازم تاخد خطوات تطبيقية تقربك للي أنت لسه كاتبه بإيدك في الورقة. وخلي قاعدتك في الحياة هي نصيحة ديل كارنيجي:
.Knowledge is not power until it is applied
المعرفة ليست قوة إلا بعد تطبيقها.
كارنيجي من رواد الأعمال الناجحين اللي وضعوا حجر أساس علم التنمية البشرية، والأجمل إن نصائحة ومدرسته في الحياة لم تكن قاصرة على شوية كتب ومحاضرات بيقدمها حوالين العالم، لكنه ساعد ناس كتير جداََ وخلاهم من المؤثرين اللي أعادوا تشكيل مفاهيمنا عن الحياة. زي مثلاََ نابليون هيل Napoleon Hill اللي كان تلميذ كارنيجي، وبسببه نابليون ابتدى مشواره في التقرب من الناجحين والسؤال عن أسباب نجاحهم، وسجّل تجاربه وحواراته في هيئة كتب ثرية جداََ عن النجاح وصناعة المال، ووثق تجربته في كتاب قانون النجاح The Law of Success.
والجميل في الأثر العظيم، إنك مش شرط تتقابل مع الشخص وجه لوجه عشان تأثر فيه، ولا حتى شرط يكون تأثيرك في اللي عايشين في الحقبة الزمنية اللي أنت عايش فيها. والدليل عىل ذلك إن رائد التنمية البشرية توني روبينز Tony Robbins في أغلب كتبه ومحاضراته دائماََ بيكون متأثر في اقتياساته بديل كارنيجي. حتى نفس الجملة اللي بيوضع فيها كارنيجي أهمية تطبيق المعرفة،
توني روبينز أخد نفس الجملة وأضاف ليها تأكيد:
Knowledge is not power. Knowledge is potential power. Action is power.
المعرفة ليست قوة. المعرفة هي قوة كامنة. لكن الفعل هو القوة الحقيقية.
كيف أتأكد أننى على الطريق الصحيح للنجاح؟
عايزك تعرف إن سلم النجاح طويل جداََ، وحتى لما تبتدي تطبق المعرفة في حياتك، لسه فيه خطوات تانيه كتير مهمة أولها هو إزاي توصّل المعرفة ديه لناس تانيه وتتأكد إنهم فاهمين وقادرين يستفيدوا بيها في حياتهم؟ طريق النجاح طويل، بس السلّمة الأولى فيه هي ابدأ.
وبعد ما تقعد مع نفسك ويبقى عندك رؤية واضحة، اتكلم فيها مع حد وخد رأيه واقتراحاته عشان لما تبتدي تتكلم على الحاجات اللي شغوف بيها مع الناس، لأن الكون بيتصنت عليك وبيفتح آفاقك لأفكار أكتر توسع بيها رؤيتك.
طب لو عملت كل ده بس لسه معندكش مُرشد عشان يرتب زحمة أفكارك وخططك الكتير؟ أنا يسعدني أرد على كل أسألتك على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي. فيه حجة تاني؟
انزل بقا من على الصليب اللي أنت معلّق نفسك عليه أياََ كان اسمه ايه، وكفاية تضييع وقت في المشاهدة وتخزين المعلومات بدون استخدام، وخد خطوة واحدة بس للأمام الآن.
تقدمك للأمام بنسبة 0.01% أفضل من لاشئ! واقرأ المقالة ديه لو مهتم تعرف أكتر إزاي تستثمر من في نفسك وتطور منها لمدة ساعتين في اليوم.
كاتب فاتح شهية: مينا عطية
__
Photo Credit: pinterest.com


0 تعليقات