مشاعرنا السلبية لا نستطيع التحكم فيها والسيطرة عليها بل على العكس في بعض الأحيان هي التي تتحكم في أفعالنا وانفعالاتنا على مدار اليوم. فالغضب والحزن والاحباط والقلق والخوف، وكل تلك المشاعر السلبية التي تنتابنا ولا نستطيع تجنبها، تصعّب علينا حياتنا، وتجعلنا نشعر بالسوء اتجاه أنفسنا لعدم مقدرتنا على تبديل المشاعر السلبية بإيجابية أو التحكم والسيطرة عليها.
ولكن الذي نجهله أننا لكي نتخلص من تلك المشاعر السلبية علينا اتباع بعض الخطوات التي من خلالها ستمكننا من تحقيق التوازن النفسي لحياتنا.في البداية علينا معرفة المشاعر السلبية وما هي الأشياء التي تثيرها وتجعلها تزيد لدينا ولا نستطيع السيطرة عليها؟ ثم بعد ذلك علينا معرفة كيف يمكننا التعامل مع تلك المشاعر؟ وما هي الطرق المناسبة للتحكم في الأفكار السلبية التي تخطر لنا؟
وفي النهاية علينا تعلم كيف نجعل تلك المشاعر السلبية تؤثر على حياتنا بالإيجاب ونتأقلم معها؟
1- المشاعر السلبية:
المشاعر بوجه عام هي تلك الأحاسيس والأفكار التي لا نستطيع التحكم فيها والسيطرة عليها بل على العكس في بعض الأحيان تلك المشاعر هي التي تتحكم في أفعالنا وانفعالاتنا على مدار اليوم؛ أما المشاعر السلبية بوجه خاص فهي الغضب والحزن والإحباط والقلق والخوف، وكل تلك المشاعر السلبية التي تنتابنا ولا نستطيع تجنبها، تصعب علينا حياتنا وتجعلنا نشعر بالسوء اتجاه انفسنا لعدم مقدرتنا على تبديلها بمشاعر إيجابية أو التحكم بالسيطرة عليها.
وكما قال هكسلي:
الشخص الذي تسيطر عليه مشاعر الخوف والقلق يصبح دوره في الحياة سلبي.
2- أنواع المشاعر السلبية:
هناك 4 مشاعر سلبية رئيسية يجب التعرف إليها حتى نستطيع فهمها والتعامل معها.
1- الغضب:
هو شعور ثوري يؤدى إلى غليان دم القلب لطلب الانتقام- كما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر - في محاولة لاجبار الأشياء على فعل ما نريد والسيطرة عليها.فيجب علينا التعامل معه بحذر ونحاول قدر المستطاع ألا نجعله يسيطر علينا لكي لا نفقد كل ما حولنا اذ انه مفيد ايضا الشعور به .
فالغضب يجعلنا نتحدث بقوه ووضوح وبدون اى مقدمات فقط نلفظ ما نشعر به دون الاكتراث لأي شىء فهو يعطينا مجال للتفاوض وصدق مشاعرنا والعتاب لحل اى خلاف وهذا فى حالة اننا نتحكم به اذ انه يفرغ ما بداخلنا من اى طاقه ومشاعر سلبية قد تعيقنا.
2- الحزن:
هو الشعور الذي يحدث عندما نفقد ما نحب أو الشعور بالحنين لاماكن واوقات حدثت في الماضي ولن تعود، نشعر به أيضا عند فقدان الشغف ما نحب ان نفعله. وبالرغم من أنه يعتبر من المشاعر السلبية إلا أنه من المفيد أن نشعر به ليحفزنا للتغير و يجعلنا نتأمل في كل النعم التى نمتلكها حولنا ونقدرها ونشكر الله عليها ان يديمها فى حياتنا.
3- الشعور بالذنب:
هو شكل من أشكال جلد الذات والعقاب النفسي، يجعلنا نشعر بالسوء من أنفسنا على فعل قد فعلناه بقصد أو بدون قصد وبعدم الرضا أيضاََ.لذلك يجب علينا تحليل ما نفعله وننظر إليه من وجهة نظر أخرى، وتحويل الموقف إلى عبرة نستفيد منها ونترأف بأنفسنا. فنحن بشر نتعلم من أخطائنا ونجعلها درس وخبرة لنا فى المستقبل.
4- الخوف والقلق:
فهما وجهان لعمله واحده، اذ انهما مترابطان دوما . فمن وجهة نظري هما جرس الإنذار أن ما نفعله فيه شيء من الخطأ ويجب معالجته أو النظر إليه مرة أخرى. فالخوف هو ما يجعلنا نأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسنا والمواجهة. وهو أيضا ما يدفعنا إلى التطوير وخلق أهداف لحياة أفضل؛ فهو الدافع للنجاح والبعد عن الفشل والمخاطر.
3- أسباب المشاعر السلبية الثائرة:
إن كل المواقف التي تمر علينا خلال يومنا في الغالب تثير مشاعرنا إما بالإيجاب أو بالسلب، فعندما ينتقدك أحدًا ما وتشعر بالغضب أو الحزن فتلك مشاعر سلبية، وعندما يحدث شيئًا ما يخيفك ويقلقك فتلك أيضًا مشاعر سلبية؛ ولكن عالرغم من ذلك فإن تلك المشاعر لها فوائد إيجابية على حياتك.
تشير تريسي كينيدي أن الغضب يحدث لمحاربة المشاكل، والخوف لحمايتنا من الخطر، والحزن يربطنا بمن نحب؛ إلا أنه عندما تزيد تلك المشاعر السلبية عن حدها تسيطر علينا وتتحكم فينا ولا نستطيع أن نقوم بعيش حياتنا بشكل طبيعي، لذلك علينا أن نتعلم كيف نسيطر على تلك المشاعر ونتعامل معها بشكل صحيح.
4- التعامل مع تلك المشاعر السلبية:
المشاعر السلبية تجعلنا نشعر بالنقص وأننا غير جيدين، لذلك إذا أردنا أن نتخلص من كل هذه المشاعر علينا أولًا أن ندرك أننا لدينا كل ما نحتاجه وأن ما لدينا يكفينا، نشعر بالرضا عن حالنا. علينا أيضاََ أن ندرك أن تلك المشاعر لم تكن موجودة من قبل بل نحن من أنشأناها وجعلنا عقولنا تصدقها لهذا علينا السماح لها بالرحيل.
ومن المهم تعلم كيف نعبر عن ما يضايقنا بأسلوب جيد للآخرين مع مراعاة مشاعرهم؛ وفي مرحلة معينة علينا تعلم كيف نبدل كل تلك المشاعر السلبية إلى إيجابية ونقوم بتغيير حالتنا المزاجية. ولا نستحي من طلب الدعم أو ممارسة الرياضة لكي نساعد دماغنا على تعزيز المزاج الإيجابي لدينا ونتخلص من مشاعر التوتر والغضب.
ولا ننسى أهم شيء وهو أن نحب أنفسنا ونثق بها، ونعطي الحب للآخرين ونتسامح مع كل الأشياء التي تضايقنا لكي نستطيع أن نبدل تلك المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية، ولكن كيف نفعل ذلك بالطريقة الصحيحة؟
5- الطرق المناسبة للتحكم في الأفكار والمشاعر السلبية:
إن كثرة الأفكار السلبية التي تراودنا والمشاعر السلبية التي تنتابنا باستمرار تضر بصحتنا النفسية والجسدية. ومع مرور الوقت يصبح من الصعب التخلص منها وتبدأ في السيطرة على حياتنا بشكل عام، ومن الممكن أن نصل إلى كوننا لا نقدر على التركيز في عملنا وحياتنا.
ولكن الخبراء عبر موقع "تايمز نيوز" أشارو إلى أن السلبية عشوائية بطبيعتها، ومن الممكن أن تحدث إلى أي شخص" لذلك من الممكن التعامل معها والسيطرة عليها عبر عدة طرق أهمها ما يلي:
1- الثقة بالنفس والتركيز على نقاط القوة:
إن التركيز على مميزاتنا ونقاط قوتنا تجعلنا نحب أنفسنا ونثق بها، مما يجعلنا نرى الجانب الإيجابي في حياتنا ونتغلب على كل شيء سلبي، ونتخطى الكثير من الأفكار السلبية عن أنفسنا.
2- الاسترخاء وممارسة التأمل:
إن ممارسة التأمل يجعل عقلنا يهدء ويركز على كل ما يدور حوله ويتفكر في الأشياء، مما يجعله يتقبل ما يشعر به ويبدأ في معالجته وتحويله إلى شعور إيجابي.
3- ممارسة الرياضة:
إن ممارسة الرياضة بشكل مستمر تعزز لدينا المواد الكيميائية الموجودة في دماغنا مما يؤدي إلى نزع التوتر والاكتئاب والمشاعر السلبية التي نشعر بها، وتمنحنا شعور أفضل ويزيد من ثقتنا بأنفسنا.
4- قم بما تحب:
القيام بما نحب فعله سواء كان القراءة أو السباحة او حتى قضاء وقت مع الأصدقاء، فذلك يعزز المشاعر الإيجابية لدينا، ويمنحنا الشعور بالسعادة والامتنان.
6- إدارة المشاعر السلبية للتأقلم والتأثير عليك بالإيجاب:
يقول العالم النفسي ألفريد أدلر:
تذكر أن أحد الأسباب الأساسية لامتلاكنا مشاعر، هو مساعدتنا على تقييم خبراتنا.
على عكس ظن الكثير منا في أن المشاعر السلبية لها دور سيء في حياتنا، فإن الباحثون وجدوا أن للمشاعر السلبية لها دور إيجابي في مساعدتنا على عيش حياتنا بطريقة إيجابية أفضل. فإذا لم نشعر بخوفنا من الخطر كان من الممكن أن نؤذي أنفسنا، وإذا لم يقلق الطالب من الامتحان لم يكن ليذاكر.
ولكي نجعل مشاعرنا السلبية تؤثر على حياتنا بالإيجاب علينا أن نتعلم كيف نتأقلم معها؟ فكما تقول ساور زالافا - دكتورة وباحثة وكاتبة في مجال علم النفس:
إن تعلُّم كيفية التأقلُم مع هذه المشاعر هو المفتاح
إن تقبل الأفكار والمشاعر السلبية وعدم الشعور بالخجل والذنب، واستيعاب الصعوبات التي توجهنا والتركيز على أنفسنا، مع التدريب الذهني المستمر لإدراك نقاط قوتنا واستغلالها بشكل جيد، كل ذلك يجعلنا نتأقلم مع المشاعر السلبية ونحولها لمشاعر إيجابية تساعدنا على تطوير ذواتنا والعيش بطريقة أفضل.
وفي النهاية علينا أن ندرك أن المشاعر السلبية تجعلنا نرى أسوأ ما فينا ونرى كل شئ فوضوى من حولنا ونتوقع السئ فقط، مما يسبب لنا الشعور بالضغط والقلق والخوف والحزن والتشاؤم. ولهذا علينا أن نغمض أعيننا ونأخذ نفس عميق ونسترخي ونحاول أن نغير طريقة تفكيرنا ونعلم أن هذا الكون يدور حول حكمة وتنظيم إلهي مطمئن.
ويمكنك قراءة أيضاََ: تأمل لحياة سعيدة في دقيقة - الكون بداخلك
ولذلك يجب أن نرضى بما قسمه الله لنا ونتجنب المشاعر السلبية عن طريق تجنب أى شىء مزعج حولنا سواء كان شخص أو مكان ،وأن نذكّر أنفسنا بنقاط قوتنا والمواقف الإيجابية فى حياتنا. كما علينا ممارسة الرياضة واليوجا، وبالتأكيد يجب ألا ننسى مقابلة الأشخاص الداعمة لنا باستمرار، والشعور بالامتنان لكل شيء حولنا.
كاتب فاتح شهية: مروة الرباني
تحرير: مينا عطية
Photo Credit: Pinterest - Sully


0 تعليقات