كيف تجدي المعني والبهجة في حياتك؟ | 5 أسرار لمعرفة معنى الحياة

سر-معني-الحياة-للمرأة-بهجة

الشعور ببهجة الحياة هو معنى الحياة

كل ما أنتِ عليه، وما تقومين به من أجل إنتاج أفضل نسخة من نفسك، في بساطته الشديدة والعميقة، هو معنى الحياة.

تطلعاتك وطموحاتك، أحلامك ورغباتك، وما تسعين جاهدة لتحقيقه من أجل الحصول على بهجة الحياة الحقيقة، هي التي تحدد كل تصرفاتك وتؤثر على عملك وهواياتك وحتى علاقاتك مع الآخرين .

هذا الطموح بأن يكون معنى الحياة بالنسبة لكِ جلياً واضحاً أمام ناظريك يجب أن يرافقك دوماً ويسود كل ما تقومين به، فالحياة ليس الوجود والبقاء والعمل ثم الموت، بل الحياة هي الأثر الطيب والزرع المثمر حتى بعد إنتهاء فترة حياتكِ المؤقتة هنا. 

وهذا هو المغزى الذي يملأ حياتك بالمعنى ويضفي عليها البهجة ويساعدك على المضي قدمًا عندما تواجهين التحديات وتتصدين للعقبات وتتحررين من كل الضغوطات التي تسيطر على حياتك وأفكارك.

لذلك من المهم تخصيص الوقت لمعرفة الأشخاص والأشياء والأنشطة والأشخاص التي تهمك فعلاً ومن شأنها بالطبع إضفاء البهجة الى دقائق يومك، الأمر ليس بهذه السهولة دائمًا وعليكِ التأمل في هذا الأمر ، لأنه يستحق منكِ الاهتمام ، فصحتك العقلية مؤشر هام على نوعية البهجة في حياتك، تماماً مثل صحتك الجسدية، فالاهتمام بالنظام الغذائي الأمثل هو شيء بالغ الأهمية وكذلك الحال بالنسبة لمعرفة أسرار الحياة ومعنى الحياة الحقيقي. 

كوني لطيفة ودودة مع نفسك، تعلمي فن الاسترخاء الذي يؤهلك لإنتاج علاقات طيبة مع الأحبة والأهل والأصدقاء وإيلائهم المزيد من الإهتمام ، فهذا من أهم مصادر بهجة الحياة. كل ذلك يحتاج منك معرفة أسرار معنى الحياة.

السر 1: تصرفي فوراً حين تفتقدين معنى الحياة

مقولات ملهمة عدة للكاتبة العالمية  لويز هاي ولكن أستوقفتني إحدى المقولات التي لو تأملتِ فيها جيداً تجدين بأنها تدعوك فعلاً لصناعة معنى للحياة والبهجة والحيوية والطاقة:

من أنت ؟ ما الذي عليك تعلمّه عندما جئت إلى هذه الحياة ؟ ما الذي يجب عليك فعله ؟ لكل واحد منَّا هدفه الخاصة، فحدد هدفك، نحن أبعد من شخصيتّنا، نحن أبعد من مشاكلنا، مخاوفنا، وأمراضنا، نحن أبعد من أجسادنا، نحن متصلون بالحياة، نحن روح، نور، طاقة، حيوية، ذبذبات، باستطاعتنا جميعاً أن نعيش بهدف ما.

"نحن متصلون بالحياة" ولا بد لهذا الإتصال أن يبرز  ويظهر، ولا يتم ذلك ما لم يكن معنى الحياة فيه الروح والطموح والرغبة في الاستمرار والانتاج والعطاء واثبات الذات وتطويرها نحو الأفضل ، فما العمل إذا حين نفتقد معنى الحياة؟

عزيزتي، هل شعرتِ يوماً بأن حياتك تفتقر إلى معنى؟ وأن الأيام باتت متشابهة وأن اللحظات ثقيلة على قلبك؟ وهل إنتابك في وقتٍ من الأوقات إحساس عميق بأن حياتك أصبحت عادية جداً إلى درجة تشبه الصقيع ليس فيها مكان للبهجة والفرح وقد تجاوزت بكثير حدود الضجر والملل؟ هل فعلاً اعطيتِ نفسك الوقت الكافي لمعرفة المقصود بمعنى الحياة بالنسبة لكِ؟

وهل سهرتِ تنتظرين الصباح، وحين شروق الشمس أدركتِ بأنه لا فرق بين الليل والنهار؟
إذا مررتِ بهذه المشاعر في مرحلةٍ ما، أو نتيجة موقفٍ ما، فإعلمي بأن هذا الشعور طبيعي! 
أجل إنه شعور طبيعي يصادفه العديد من الأشخاص، لكن ما يميّز شخص عن آخر هو عدم السماح لهذا الشعور بالسيطرة عليه والعيش في دوامة لا متناهية من الخمول والتوتر واللامبالاة و... الخوف، بل المبادرة والتصرف والتفتيش عن معنى الحياة الحقيقي أي الفائدة المرجوة من وجوده وغاية هذا الوجود، وهنا عليكِ القيام بدورك وتنفيذ رسالتك، فأنتِ لست حرفاً على هامش الحياة، بل أنت الحياة نفسها، أنت وبمنتهى الوضوح معنى الحياة، وحين تثقين بأهمية دورك تتغير الأمور لصالحك فوراً.  لذلك، لا تدعي مجالاً للإكتئاب أن ينقّض عليك وينهك قواكِ بادري للتصرف فوراً كي تعود البهجة الى حياتك من جديد.
تذكري، هناك العديد من النساء اللواتي تعرّضن للكثير من "الضغوط" ومع ذلك تمتعن بالصلابة اللازمة، ليس لإضفاء معنى للحياة الى قلوبهن فحسب بل لزرع التميّز والجمال والبهجة والسعادة فيها وفي كل العالم أيضاً،

السر 2: كوني فخورة بتجارب غيرك من النساء

لا داعي لتقليد الآخرين، ولا حتى التحسّر حين نرى انجازاتهم، لأن المرأة الناجحة الطموحة تفتش عن عطاءات الآخرين ونجاحهم والإستفادة من خبراتهم، وهكذا أنتِ، سيدة متميزة تعطي العالم صورة جميلة عن امرأة تحب الخير بكافة صوره حتى ولو كان من صنع...الغير ، فكيف إذا كان من صنع امرأة أخرى متميزة زرعت الخير وحصدت النجاح وأعطت للبهجة معناها الحقيقي والجميل؟ فتشي عن حكايات نساء ملهمات عرفن معنى الحياة جيداً وحاولي قدر المستطاع الاستزداة من الخبرة التي بجعبتهن فهي مفيدة للغاية.

دعيني أخبرك عن سيدة عربية متميزة تدعى "زها حديد" هي " إسم على مسمى، هذا ما وصفت به تقارير عالمية المهندسة العراقية الشهيرة زها حديد، والتي لقبتها مجلة "فوربس" الأميركية بلقب "أقوى مهندسة في العالم"، كما إختارتها رابع أقوى امرأة في العالم في عام 2010، لماذا برأيك؟ أليس لأنها صنعت بنفسها معنى للحياة بشكلٍ مختلف ومبهر ومبتكر فكانت مثالاً للابداع بكل معانيه الساطعة؟

وتكمن قوة زها حديد في أنها تمتلك حساً فنياً متميزاً في مجال الهندسة المعمارية، ما جعلها تأخذ مكانا مرموقا غير مسبوق في التاريخ.
 عندما تقرأين عن أفكار زها حديد لا سيما حين صرحت بأنها لم تقل يوماً "حاربني الغرب لأني عربية وحاربني العرب لأني إمرأة " تدركين جيداً أن معنى الحياة بالنسبة لها كان مختلفاً، كانت فعلاً نموذجاً فريداً عن امرأة تعرف كيف تتحمل مسؤولية قرارها ونجاحها هذا بالإضافة الى قدرتها على الإمساك بزمام الأمور من أجل اهداء العالم كله لمسات من العلم والذوق الرفيع بعيداً عن التقليد والروتين حتى أضحت مثالاً يُحتذى به في الهندسة المعمارية من خلال تصاميم هندسية غاية في الروعة متميزة وخّلاقة  مستوحاة من عالم البهجة والابدع والفن والجمال.
ونحن نقول، وهي بدورها "حاربت" لحفظ مكان لها على خريطة العالم ونجحت بتفوق.
وماذا عنك سيدتي؟ ليس بالضرورة أن "تحاربي" بالتأكيد، بل كل ما عليك أن تتمهلي ، كي تعطين معنى للحياة متميز  ولامع ، وتضفي عليها نكهة البهجة الحقيقية ، ولو أن كل إمرأة تمهلت من أجل هذا الهدف لأضحى لهذه الدنيا برمتها أجمل معنى.


السر 3: كوني متصلة بالحياة

حين تفتقدين لذة الحياة، وتتداخل الأمور ببعضها البعض فيضيع معنى الحياة بالنسبة لكِ، إعلمي أن ذاتك تحتاج منك الإهتمام والرعاية، وعليك إيجاد نفسك من جديد من أجل إضفاء الروح لأيامك اي إعطاء  معنى حقيقي للحياة التي تعيشينها بحيث يكون وجودك على هذه الأرض دليل على وجود البهجة في قلبك، ولأنه بكِ تحلو الحياة فالسعادة هي حق من حقوقك الطبيعية التي لا مجال للاستغناء عنها في أي حال.

أريد أن ألفت نظرك الى مسألةٍ في غاية الأهمية وهي أننا وحين نفكر ماذا علينا أن نفعل، تلقائياً نفكر بالآخرين أيضاً، فقد تعودنا أن نبني حياتنا (في غالبية الأحيان) وفق معايير خارجية، أي على النحو الذي يُرضي محيطنا الخارجي، دون الإلتفات لما يرضينا ويحقق ذاتنا وينعش كياننا الإنساني،

وفي لحظةٍ ما، نصبح على مفترق طرق، إما الإستمرار وفق النهج ذاته ودون أي إعتبار للمشاعر الداخلية والعمل على تحقيق الذات، وإما إتخاذ القرار بالتغيير... وبالطبع التغيير نحو الأفضل.

ولكن الأهم قبل إتخاذ القرار معرفة ما الذي ينقصك بالتحديد للشعور بالبهدة والسعادة والاكتفاء والسكينة؟ وهل الإحساس بالفراغ هو إحساس جدي؟ أو مجرد مشاعر عابرة نتيجة حدثٍ معين؟ وهل حقاً لا تعرفين الإجابة عن سؤالٍ جوهري ما معنى الحياة بالنسبة لي وأيضاً بالنسبة للمقربين وجميع المحيطين بي؟
من المهم جداً أن تكوني صادقة مع نفسك... تمهلي ، راجعي نفسك وأعيدي التدقيق بجميع التفاصيل التي تحيط بك كي تعرفي ما إذا كنتِ فعلاً تتصلين بالحياة أو لا،

تعوّدي على مصارحة ذاتك بكل روية...
صادقي نفسك وعوديها أن تكون صريحة معك، كي تُلهمي الصواب.
أحياناً كثيرة أنت تملكين كل ما تريدينه للعيش بصورة كريمة مليئة بالفرح والبهجة والسرور ومع ذلك أنت لستِ سعيدة،
أو لنقل ذلك بطريقة أخرى "أنتِ لست تعيسة... ولكن".

السر 4: حددي معنى كلمة ...ولكن

كلمة "ولكن" قد تكون هي من تقف عائقاً أمام سعادتك دون أن تنتبهي لذلك حتى، الحياة ليست مجرد أيام نقضيها وتمضي، بل لا بد لنا أن ندرك كيف نقضيها ؟ ولأي هدف؟ ولتحقيق أية غاية؟ ضعي نصب عينيك هذه العبارة دوماً " معنى الحياة" ، دققي فيها بإستمرار لأنها الحافز الذي سيشجعك للثبات والتقدم في نفس الوقت.

يجب أن تصل كل إمرأة إلى مرحلة من النضج الكافي الذي يؤهلها للقول:
" أنا أعيش حياة ملؤها الحياة"
" أنا فعلاً أعيش وأتذوق معنى الحياة وطعمها اللذيذ مع كل نفس أتنفسه ومع كل شروق شمس أشهده"
" أنا سعيدة لأن الله سبحانه قد إختارني كي أكون "خليفته" على الأرض وسأكون فعلاً على قدرِ هذا التشريف":

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ( البقرة 30).

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ( الحجر 29 -30).

هل أدركتِ الآن أي معنى أعطى الله تعالى لحياتكِ؟ هل تيقنت من أهمية عبارة "معنى الحياة" ؟ وهل عرفتِ مدى أهمية البهجة في الحياة؟لذلك، تمهلي وإعلمي جيداً بأن حياتك هي هدية المولى سبحانه لك، هو خلقك كي تسعدي بها، وتبني فيها بيتك في الجنة، فأنت من سُخر الكون لكِ، فهل تعلمين جيداً قيمة نفسك؟ ونفس السؤال يتكرر هل تودين فعلاً إعطاء "معنى" حقيقي لحياتك لتذوق طعم البهجة؟

إذا كانت إجابتك ب "نعم" فردديها بصوت صافٍ وقلبٍ مؤمن، وثقة كبيرة بالله سبحانه لأنه لا بد وأن تعطي هذا "معنى للحياة " كي يثمر هذا المعنى في حياة الآخرين سعادة وبهجة أيضاً، فالمرأة وُجدت من أجل الحياة نفسها وليس من أجل ذاتها فقط،

السر 5: عززي إمكانياتك كي تكوني إمرأة...ملهمة

ومن ظلمة القهر تبقى المرأة قادرة على إعطاء نموذج حي وملهم للآخرين،
إسمها "حياة الذُبحاني" إمرأة يمنية ، ومن اسمها استوحت معنى الحياة، نفضت حياة غبار الحرب عنها، وقدمت للعالم تجربة ملهمة في العمل الإنساني والتمكين الاقتصادي تحت شعار " بدلاً أن تعطيني سمكة علمني كيف أصطادها" تبنت هذا الشعار كي تجعل البهجة نهجاً يقضي على المعاناة، وهي الآن مديرة معهد إحتراف للتدريب والتأهيل غايتها الأساس نقل الفرد من الإحتياج الى الإنتاج ومن الحاجة الى العطاء كي يصبح فرداً فاعلاً في المجتمع.
جميلٌ هدف العطاء والأجمل أن تتولى المرأة هذه المهمة ... الإنسانية.

وعملت حياة في أحلك الظروف ووسط الرصاص والقذائف، وهو ما تشير إليه، مستدركة "زرعنا الأمل ورسمنا الابتسامة على كثير من الوجوه ..." ما يعني بأن الحياة إبتسامة! وحياتك لا بد وأن تتخللها دائماً أجمل إبتسامة ، ويجب عليك عزيزتي وحتى ولو كنت تملكين أبسط الأشياء والإمكانيات أن تكوني إمرأة ملهمة وقدوة يُحتذى بها! شعارها العطاء والبهجة تزين تفاصيل أحلامك وأحلام الآخرين أيضاً.

خلاصة القول:

"إن عقل المرأة إذا ذَبُلَ ومات فقد ذَبُلَ عقل الأمة كلها ومات " (توفيق الحكيم)

والآن سؤالي لك:

لو أن كل شيء في حياتك يسير كما تشتهين وكما كنتِ تحلمين ،
فما هو الشيء الذي ترغبين بإضافته إلى حياتك كي تزداد بهجة وسعادة ورونقاً وبهاءً وتصبح ذات معنى أعمق وأجمل؟
لا تنسي تدوين إجابتك، لأنها ستكون أفضل حافز لك كي تعطي وتستمري وترتقي.

0 تعليقات