10 عبارات يجب أن تتجنبها في تربية أطفالك | كلمات خطرة



إن دعم الوالدين وتشجيعهم لأطفالهم أمر ضروري جدًا ليتمتعوا بحياة أفضل. يجب علينا أن ننتبه إلى الكلمات التي نتفوه بها في رحلة تربية أطفالنا، فبعض الكلمات يمكن أن تجعلهم يشعرون بالغضب، أو الأذى أو الارتباك أو مشاعر سلبية أخرى قد لا تظهر في وقتها، خاصة وأن هذه الكلمات تصدر من الآباء الذين من المفترض أن يكونوا شخصيات داعمة في حياة أطفالهم ولهم أكبر الأثر في تربية هؤلاء الأطفال.

 عليك أن تعرف أن الكلمات التي تستخدمها في تربية أطفالك يمكن أن تكون بناءة أو مدمرة لتطور شعورهم بذاتهم وهويتهم. إذا كانت كلماتك سلبية فيمكنهم تلوين صورتك الذاتية بشكل سلبي لسنوات وسنوات. وقد لا تعرف أنت ما سبب العداء بينك وبين ابنك/ابنتك بينما هو يحمل لك مشاعر سلبية تكونت من عبارة تفوهت بها يومًا ما دون أن تقصد..

 فإليك أبرز العبارات التي يجب أن تتجنبها في تربية أبنائك لعلاقة صحية معهم: 


1- اسرع:

(انجز – خلصنا – بسرعة – ايه البطء ده؟ ) وما يشابهها من الجمل والكلمات التي تحمل نفس المعنى. قد يكون طفلك بطيئًا في ارتداء ملابسه أو في إعداد حقيبته المدرسية أو حتى في ارتداء حذاؤه وأنت تريد الخروج من المنزل للذهاب إلى المدرسة أو العمل. 

إن استعجال الطفل ودفعه للانتهاء من مهامه سيزيد من توتره الذي بدوره سيجعله أكثر بطئًا. كل ما تفعله بهذه الكلمات هو أنك تجعل الطفل يشعر بالذنب وأنه هو المسؤول عن هذا التأخير مما يؤدي إلى عدم تركيزه بشكل أكبر. بالإضافة إلى أن صراخك لن يحفز الطفل على التحرك بشكل أسرع. بدل من ذلك الاسلوب في التربية، يمكنك إيجاد طرق هادئة لتسريع الأمور عن طريق التسابق لمعرفة من يمكنه ارتداء ملابسه أولًا على سبيل المثال ويعتبر ذلك أسلوب شيق في تربية الأطفال.


2- اتركني وحدي:

يمر الآباء بفترات يحتاجون فيها إلى استراحة من كل شىء، ولكن لا ينبغي أن تخبر أطفالك لأنه سوف ينمو بداخلهم إحساس أنك تتجاهلهم ومن ثم يصلون إلى نتيجة مفادها أنه لا فائدة من التحدث إليك فيما بعد، وقد تفقد التواصل معهم إلى الأبد. 

يحب الأطفال دائمًا أن يتم الاعتراف بأهميتهم وبوجودهم والاستماع إليهم، ذلك يقوم بدور تهدئة نوبات الغضب وتقليل الانهيارات التي ربما يتعرضون لها. ينبغي عليك أن تجيب الأطفال بطريقة تناسب أعمارهم (ذلك يرجعنا لأهمية دراسة سمات كل فئة عمرية وكيفية التعامل معها).

 كما يجب أن تسند للطفل مهام يقوم بها أثناء انتظارك، فهذا أسلوب تربوي من شأنه احترام الطفل. يمكنك أن تقول: (أنا عايزك تلعب دلوقتي شوية لوحدك وأنا مجرد ما اخلص هاخدك ونطلع بره زي ما انت عايز). فقط تأكد من متابعة كل ما وعدت بفعله بمجرد انتهائك ولا تقل شيئًا لست بقادر على فعله .


3- لماذا لا يمكنك أن تصبح مثل أخيك؟

من الطبيعي أن تقارن في عقلك بين أحد أطفالك وإخوته لأغراض تخص مراقبة التطور أو تغيير سلوك معين، ولكن عليك أن تتأكد من أنك لا تفعل ذلك أمام طفلك، لا يجب أن يستمع لمثل تلك العبارات إطلاقًا. عندما تسأل الطفل عن سبب عدم كونه مثل أخيه أو اخته فأنت تشير ضمنيًا إلى أنك لا تحب طفلك في نسخته الحالية وأنك تريده أن يكون شخصًا أخر، قد يعزز هذا المنافسة غير الصحية بين الأخوات وأحيانًا يولد مشاعر الغيرة والكراهية ويزيد من شعور الطفل بعدم الكفاية.

 إلي جانب ذلك، فإن تلك المقارنات لن تحد من السلوك السيء للطفل، بل ستقوم بالضغط عليه لعمل أشياء هو لا يريد عملها أو غير مستعد لها في الوقت الحالي مما يعوق من عملية احترامه لذاته ولا يسمح لتربية الطفل بالمضي قدمًا في الاتجاه السليم.

 بدلًا من ذلك اعمل على تعزيز مواطن القوة لدى طفلك وقم بتعزيز الإيجابيات حتى يشعر أنه شخص جيد، فإن التعزيز الإيجابي هو أداة قوية للمساعدة في تشكيل السلوكيات المطلوبة من الطفل وفي تعديل السلوكيات السلبية أيضا، كما أنه ركن أساسي من أركان تربية الطفل وتأديبه. تذكر أن لكل طفل نقاط قوة وضعف خاصة به، فقد يفشل طفلك في أداء مهمة ولكنه ناجح جدًا في غيرها. فاعمل على تشجيع الطفل والثناء على الأشياء التي ينجح فيها بدلًا من لومه على الأشياء التي لا يتقن عملها أو لا يستطيع حتى القيام بها.


4- مع التدريب يأتي الكمال:

كثيرًا ما يقع بعض الآباء في هذا الفخ أثناء تربية أطفالهم. وفي حقيقة الأمر لا ينبغي لنا أن نعد أطفالنا بالكمال إذا ما بذلوا الكثير من الجهد في التدريب.فلا يعد الكمال هدف ينبغي أن نحث الأطفال للسعي من أجل تحقيقه ، لأنه ببساطة غير موجود. لا يوجد شيء كامل ولكن يوجد شيء متقن بشكل كامل. 

 إنك بذلك الشكل تعطي للطفل رسالة مفادها أنه إذا فشل أو ارتكب خطأ ما فهو بسبب أنه لم يتدرب بشكل كاف، اذًا فهو مقصر. ولكن بدلًا من ذلك يمكنك الاعتراف بأن الفشل وارد حتى بعد التدريب الجيد ولكن هناك أمل دائم في نتائج أفضل في كل مرة يتدرب فيها الطفل. اشرح للطفل أن القيام بشيء ما بشكل متكرر يعلمه كيفية القيام به، وبعض الأشياء تتطلب الكثير من العمل كما أن بعض الأشياء تأخذ وقتًا أقل. أعط مثالا على الأطفال الذين يتعلمون المشي، إنهم يحاولون ويحاولون ويسقطون ويحاولون ويتدربون مرارًا وتكرارًا حتى يتمكنون من المشي بمنتهى البساطة في نهاية الأمر.


5- دعني أساعدك: 

من الطبيعي أن تريد مساعدة طفلك أثناء لعب البازل أو لعبة البناء أو في أي مهمة يقوم بها، فأنت في النهاية لا تريد رؤية طفلك يعاني. ولكنك إذا قمت بالتدخل في وقت مبكر جدًا في كل مرة فأنت بذلك تضعف من استقلالية الطفل وثقته بنفسه. أعط مساحة لطفلك ليعمل بمفرده حتى يقوم بتطوير تقديره لذاته وثقته في مهاراته وكفاياته الأساسية، واعلم أن كل إخفاق أو فشل قد يواجه طفلك هو بمثابة فرصة ذهبية لتنمية مهارات مهمة تساعده على التأقلم مع تقلبات الحياة اليومية وهذا هو غاية التربية الحديثة.

 إن محاولات المساعدة المتكررة تمنع الطفل من الحصول على متعة تعلم الأشياء من أجل نفسه، وتعلمه أن ينظر دائمًا حوله حتى يجد حلول وإجابات من الخارج وليس من داخله. ولكن إذا أردت تقديم المساعدة فلا بد أن تنتظر حتى يطلبها هو منك ثم قم بسؤاله بضعة أسئلة تسهل عليه حل المشكلة ولا تقدم الحل بطريقة مباشرة فمثلًا إذا كان يقوم ببناء منزل فاسأله: (ممكن يكون فين مكان أكبر قطعة؟ تفتكر ليه؟ طيب ممكن تجرب كل القطع في المكان ده وتشوف ممكن مين فيهم تكون مناسبة؟).


6- اتركني وحدي أنا أتبع حمية غذائية: 

يجب وأنت تقوم بتربية أطفالك أن تتوقع أنك أول قدوة لهم في الحياة. إذا كنت دائمًا ما تتابع وزنك بصورة متكررة ومبالغة، فاحتفظ بذلك لنفسك. إن حديثك عن الحمية وعن شكل جسدك يمكن أن يجعل الطفل يطور في عقله صورة غير صحيحة عن شكل جسده. إذا رأى الطفل أنك تنتقد كيف يبدو شكل جسدك، فإنه يعتقد أنه يجب عليه أن يجعل جسده يبدو بشكل معين حتى يكون محبوب وينال رضا وإعجاب الأخرين أو حتى يشعر هو بالرضا عن نفسه. 

لا بد وأن تعلم أن الهوس والكلام المبالغ فيه عن شكلك أو وزنك يبعث برسائل سلبية في نفوس أطفالك. يرجع ذلك إلى أن الأطفال يحبون شعور أنه لدى والديهم سيطرة كاملة على حياتهم. فبدل من أن تتذمر من وزنك فيمكنك التحدث معهم عن أنك تأكل طعام صحي لأنك تحب الشعور الذي تشعره عندما تأكل طعام صحي وأن ذلك يمنحك قوة وشعور بالنشاط. اشرح أهمية الطعام الصحي والحياة الصحية والمحافظة على الوزن بشكل عام، ولكن لا تنتقد جسدك أو شكلك أمام أطفالك.


7- وحدي لا تبك:

عندما تخبر طفل بأنه لا يجب أن يبكي وهو يبكي على جرح في قدمه وحتى لو كان الجرح بسيط، فأنت بذلك تبطل مشاعره وتقلل من قيمتها. بهذه الطريقة، سيعتقد الأطفال أنه يتعين عليهم التخلص من مشاعرهم وعدم الإفصاح عنها أو إخفاء جزء كبير منها ويمكن ذلك أن يؤدي الى المزيد من الثورات الغير مبرره أو الانفجارات في أوقات لا داعي لها. ربما يؤدي ذلك أيضا إلى خلق طفل غير مبالي بمشاعر الاخرين.

 بدلًا من ذلك يمكنك أن تقول (أنا عارفة هو قد ايه مؤلم) (أنا عارفة انت اتوجعت قد ايه بس انا معاك دلوقتي) كما يمكنك أن تعانق الطفل وأنت تقول (أنا عارف انك كنت خايف)، ذلك يساعد في إعطاء طفلك عبارات يقوم بإستخدامها للتعبير عن مشاعره في المرات القادمة ويسمى ذلك ب (السرد العاطفي). تساعد هذه العبارات الطفل في أن يشعر بأنه مرئي وأن مشاعره معترف بها ومقبولة. كما أيضا يتعلم طفلك كيف يكون رحيمًا وودودًا متعاطفًا مع الأخرين بهذه الطريقة.


8- عندما كنت في عمرك كنت أستطيع فعل ذلك: 

تلاحظ أثناء تربية أطفالك أنهم يتطورون بشكل يختلف عن تطورك عندما كنت في أعمارهم، لذلك فإن توقعك لأن يركب طفلك الدراجة ذات العجلتان في سن السابعة مثلما فعلت أنت سيجعله يشعر وكأنه يخيب أملك. نعلم جميعًا أن لدى كل أب وأم قائمة طويلة من التوقعات يشرفان بكل قوتهم على التأكد من أن أطفالهم يتبعون هذه القائمة بصرامة.
 ونعلم أيضا أن ذلك يمثل ضغطًا على الآباء والذي بدوره ينقل هذا التوتر والقلق على الأبناء. ومع ذلك، يجب عليك أن تقدر جهود طفلك بغض النظر عما إذا وافقت النتائج توقعاتك أم لم توافقها. يساعد التشجيع والهدوء في هذه المواقف كثيرًا ويؤدي إلى نتائج مبهرة في التغلب على إحساس الطفل بالخجل والتقصير عندما لا يلبي توقعات المجتمع أو والديه.داوم على التشجيع وقل لطفلك (رائع) (أنا شايف انك ممكن تعمل احسن من كده) (متقلقش، هتوصل بالتأكيد).
 


9- لأنني قلت ذلك:

أحيانًا نضطر إلى استخدام هذه العبارة الكليشية (المحفوظة والتي يرددها الآباء والأمهات منذ قديم الأزل) في تربية أطفالنا، ولكن حاول قدر الإمكان استبدال هذه الجملة فارغة المحتوى بجمل أكثر عمقًا وذات مغزى أكبر. من المتعارف عليه أن أصعب مهمة تواجه الأبوين في تربية أبنائهم هي محاولة إقناع الطفل بعمل شيء هو لا يريد عمله.

 يمكنك أن تستخدم طريقة التحفيز وهي تقديم حافز لتعزيز الاهتمام بما تريد الطفل عمله او إنجازه، كأن تقول له: (أنا عارف انك عايز تلعب كرة وانا عايز احققلك رغبتك لأني بحب أشوفك مبسوط. بس ايه رأيك تخلص الواجب وتلعب شوية. مش ضروري نستنى للويك اند).

 ما قدمته له يعتبر بمثابة عرض مغري لن يقاومه. يمكنك أيضا أن تعرض مكافأة اذا أردت من الطفل أن يفعل شيء خارج نطاق مسؤولياته، كأنه يقوم بغسل أطباق طعام العشاء فتعرض عليه مبلغ من المال مقابل هذه المساعدة. ولكن عليك أن تعلم أن موافقة الطفل في هذه الحالة غير مضمونة. هذه الطريقة فقط تجعلهم مهتمين بشكل أكبر، ولكن في حالة رفض الطفل، يمكنك البحث عن حافز بديل، ولكن ليس عليك أن تغضب أو أن تقوم بإجباره.

 نعمل جميعا من اجل حافز؛ علاوة، ترقية، مرتب شهري، أجازه. ففكرة عرض الحافز على الطفل ليس من شأنها فقط تحفيزه على إنجاز المطلوب منه، ولكن أيضًا تساعد في إضفاء الطابع الاجتماعي حيث يتعلم الطفل قيمة جهوده وكيف يقدرها من حوله.


10- أنا أفعل كل شيء من أجلك:

ربما تشعر حقًا أنك تفعل كل شيء في هذه الحياة من أجلهم. فأنت تعمل وتطهي وتقوم بالسواقة ساعات طويلة من يومك لتأخذهم الى المدرسة أو إلى التمارين، ولكن هل تعلم أن ذلك غير حقيقي؟ أنت لا تفعل ذلك من أجلهم لأنهم ببساطة لم يطلبوه منك، ولأنه واجبك تجاههم. ربما تقل لي: (اعلم انها واجباتي، ولكني لا أقوم بالحد الأدنى فأنا أقوم بعمل أكبر من طاقتي من أجلهم.)

 حسنًا، قم بواجباتك بإتقان من أجلهم بقلب مفتوح وإلا فلا تفعل. لا تتوقع أن يتم مكافأتك نظير ما تفعل عن طريق العرفان بالجميل أو حتى السلوك الجيد من الأطفال في نظير خدماتك لهم. إذا كنت تريد تعليمهم السلوكيات الحسنة أو العادات الجيدة فقم بفعلها أمامهم مع شريكك، مع عائلتك ومع أصدقائك وستندهش أن أطفالك يقلدون هذه الأفعال بدون الحاجة منك إلي تلقينهم.

 قل عبارات لطيفة (شكرا على العشاء). فالأطفال هم انعكاس تصرفاتك فيمكنك مثلا أن تقول: (ذهبت جدتك اليوم لثلاث متاجر حتى تجد اللعبة التي تريدها، لا تنس أن تشكرها على جهودها في إسعادك) فأنت بذلك تعلمه أن يقدر جهود الأخرين وأن يعترف بالجميل.


ولعلنا نستطيع أن نلخص تعريف المربي الجيد، وهو الذي يسعى لإتخاذ قرارات في مصلحة تربية الطفل تربية قويمة. لا يمكن أن يٌستدل على كونك أب جيد من خلال تصرفاتك فقط، ولكن لنواياك دور كبير في تحديد ما إذا كنت أب جيد أو أم جيدة في تربية الأطفال. لا يهم أن تكون مثالي، لا يوجد أصلا مربي مثالي، ولا نتوقع أن يكون هناك أطفال مثاليون. ولكن دعنا نقول أن الأبوة والأمومة الناجحة تحدث عن طريق أشخاص أختارت أن تقدم لأبنائهم "قدوة" صالحة. فبادر بتطوير مهاراتك ومعرفتك عن تربية الأطفال حتى تقدم لهم قدوة صالحة وتحقق معايير الأبوة أو الأمومة الجيدة.  تابعنا لقراءة المزيد في مجال تربية الأطفال.

0 تعليقات