هل سألت نفسك في وقت ما هل أنت سعيد في علاقتك العاطفية أم أنك تمضي كما تمضي الأيام كمرور الكرام؟
لابد و أن تسأل نفسك هذا السؤال حتى تستطيع أن تقرر ما إن كنت تنوي الإستمرار أم لا.
العلاقة العاطفية هي علاقة تجمع بين طرفين إختاروا أن يكملا حياتهما سوياً بُناءً على الحُب و الإحترام و في ضوء فهم طبيعة هذه العلاقة يقول أندرو كارينغي:
دائماً يحتاج الأمر لكلا الطرفين لبناء علاقة ناجحة.
إذًا ما هي العلاقات السامة؟
إختلف علماء النفس و الناس عامةً في تعريف هذا النوع من العلاقات و لكن بكل بساطة شديدة إجتمعوا في ما تشير عليه أغلب النقاط التي تدل عليها هذه العلاقة و هي أنها تلك العلاقة التي يشعر بها أحد الطرفين بالإنتهاك المتزايد المتكرر الغير مبرر فالبتالي يفقد هذا الطرف الشعور بالأمان و الثقة في الطرف الآخر و في نفسه أيضاً. و من هُنا تبدأ الأعلام الحمراء بالرفرفة.
إليك عزيزي القارئ اهم عشرة علامات على وقوعك في فخ العلاقة السامة.
العلامة الأولى: ولماذا أكون أنا المُذنب؟
يتهرب دائمًا الشخص السام من الإعتراف بأخطائه حيث يرى أنه كبير على ذلك الفعل و ليس ذلك فحسب بل إنه يقوم بقلب الطاولة و يبدأ برميك بفعل هذه التهم بالنيابة عنه هو حتى تقتنع فعلياً أنك أنت المخطأ دائمًا و هذا يجعلك شخص فاقد للثقة تمامًا في نفسك. فالبتالي، يزداد إحساسك الداخلي الدائم باللوم حيث تلوم نفسك على فعلٍ ما و قد تكون أنت الدائن و ليس المُدان.
العلامة الثانية: دراما كوين
هل شعرت من قبل أن هذا الموقف لا يستدعي هذا الكم من التهويل و الدراما؟ نعم، بالتأكيد فهناك مواقف عديدة من المحتمل أن نتجاوزها ولكن إن كان في حياتك شريك سام سوف يضخم الأمور و يعطيها أكبر من حجمها و لن يتخطى اصغر امورك و سقطاتك و في أقرب وقتسوف يذكرك دومًا بالمشاكل حتى تشعر بالدونية و الإحتقار.
العلامة الثالثة: صعوبة التواصل
إنطلاقًا من النقطة السابقة، وقت نشوب أي مشكلة تواجه شريكي الحياة لابد و من وجود حلول حتى تستمر الحياة لكن إن كنت واقع في علاقة طرفها الآخر لا يُبدي أي محاولة لحل النزاعات ففي هذه الحالة يكون شخص مُتهرب و عليك بالنظر مجددًا و مصيركما سويًا.
التواصل سمة مهمة جدًا في أي نوع من أنواع العلاقات و ليست حصرًا أو حكرًا على العلاقات العاطفية فحسب، فوجودها مهم و قلتها نكسة. و التواصل قد يكون تواصل فكري أو روحي أو أجتماعي.
العلامة الرابعة:الشخصية الكذابة
يعتاد دائمًا الطرف السام على الكذب مرارًا و تكرارًا في العلاقة و يحاول إخفاء بعض الأحداث و الحقائق في حياته عن الطرف الآخر و ذلك من منطلق عدم الثقة و نتيجة لذلك تنشب الخلافات بين الطرفين. الصدق مفتاح مهم جدًا في العلاقات الإنسانية عامًة حيث وجوده يبعث الطمأنينة و الأمان في القلب و غيابه يؤثر بشكل كبير و يسبب فقدان الثقة و إنعدام الآمان للشخص الكاذب.
و يقول سيغموند فرويد في نظريته عن الكذب أنه مثله كمثل الحيلة التي يلجأ إليها الشخص ليحتمي من نواقصه و عيوبه و إلحاقها بالآخرين. ففي هذه الحالة يكون الشخص مؤذي لجميع من حوله قبل أن يكون مؤذٍ لنفسه.
العلامة الخامسة: الحقد و الغيرة
يشعر الشخص السام بالغيرة عندما ينجح شريكه في العلاقة في أي أمر ما و يرى أنه هو الذي يستحق هذا النجاح و ليس الشخص الآخر. من هُنا تبدأ دوامة الحقد و القدرة على إلحاق الفشل للطرف الآخر أو على الأقل بمحاولة التقليل من إنجازاته و أحلامه و طموحاته.
هذا السلوك غير سوي بالمرة من جميع الأصعدة و النواحي خصوصًا من الناحية النفسية حيث أنه يولد فيما بعد الشعور بالكراهية و العدوانية تجاه الأطراف الأخرى بالإضافة للعداء المستمر.
العلامة السادسة: العنف الجسدي و المعنوي
للعنف نوعان و هما العنف المعنوي و العنف الجسدي. من المتعارف عليه هو العنف الجسدي و هو غانٍ عن التعريف و لكن يوجد أيضًا عنف معنوي و قد يكون أشد إيذاءً.
العنف المعنوي يشمل تقليل الذات من الأشخاص المحيطين بك و التنمر عليهم بكل الأشكال و الصور و أيضًا يشمل الإيذاء النفسي بالسب والإهانات و التجريح و الإفراط في التحكم السلطوي في شتى أمور حياتك و فرض السيطرة.فإن وجدت نفسك في علاقة تُعَامل فيها بهذهالطريقة عليك و أن تفكر جيدًا و تُعيد النظر في مصيرك و ذاتك قبل كل شئ.
العلامة السابعة: فقدان الدعم النفسي
قبل أي شئ ما هو تعريف الدعم النفسي؟ تُعرّف الأستاذة ندى هارون الدعم النفسي بأنه:
الدعم النفسي هو تقديم أفكار إيجابية ملهمة وشافية من قبل الداعم إلى المستفيد حيث تسكن المشاعر المضطربة لديه وتصبح نفسه أكثر اطمئنانًا.
لا شك أن دعم شريك حياتك لك يُمدك بالطاقة و الشغف تجاه كل خطوات حياتك التي تتشاركها معًا.و لا شك أيضًا فقدان هذا الدعم يخلق فجوة كبيرة في العلاقة و يُشعِر أحد الطرفين بالوحدة و الإنهزامية.
العلامة الثامنة:لن تعيش سعيدًا بدوني!
في أغلب العلاقات السامة يوجد الشخص الذي يشعر دومًا أنه محور الكون و لا يستطيع الطرف الآخر العيش بدونه. هذا الشخص قد يبدو لك أنه واثق في ذاته لكنه في الواقع شخص نرجسي يرى نفسه في أغلب الأحيان أنه هو الصواب و أنه هو الشخص الذي ليس له مثيل ومن ثَم يبدأ بإستغلال هذه النقاط ضد شريكه و تحطيمه معنويًا من خلاص أفعاله و تحكماته. هذا أيضًا يسمى بالتلاعب النفسي أو"Psychological Manipulation" وتعريفه في علم النفس أنه:
نوع من أنواع التأثير على النفس بإستخدام طرق خبيثة من أجل السيطرة على الأشخاص
العلامة التاسعة: التجاهل و جمود المشاعر
يتعمد الشخص المؤذي في اي علاقة بإخفاء مشاعره و عدم إظهار الحب و الإحترام و أي مشاعر رقيقة في حين أن الطرف الآخر يتشوق لمعرفة المشاعر الحقيقة من هذا الشخص. أيضًا يتجاهل هذا الشخص شريكه و يتجاهل طلباته و رغباته بل يهتم هو بإشباع طلباته على حساب الشريك و هذا يعتبره علماء النفس مؤشر خطير من مؤشرات النرجسية.
العلامة العاشرة:القلق المستمر و المتزايد
مما لا أحد يستحق أن يكون قلقًا في علاقته بشريك حياته ولا أحد يستحق أن يخاف أن يتركه شريكه في أي وقت من خلال تهديد أوماشابه. فالعلاقة السليمة يتمتع فيها الطرفين بالأمان و يخلو منها الخوف من الهجر و الوحدة.
إن كنت في علاقة مع شخص دائم التهديد لك بالترك و قد يكون يعني هذا الكلام بجدية مما يجعلك متوجس خيفًا لابد و من إعادة التفكير في مستقبل هذه العلاقة.
و ختامًا، أريد أن اخبرك عزيزي القارئ إن كنت تمر ببعض من هذه النقاط أو كلها في علاقتك العاطفية لا عليك يا صديقي فأعلم أن التخلص من هذه العلاقات ليس بالسهل و لكن يوجد إحتمالية الإصلاح إن كنت ترغب في ذلك لشريكك. إلجأ إلى اهلك أو أصدقائك المقربين و تكلم معهم و أطلب الدعم في وقت إحتياجك. و نصيحة مني إليك هي أنه عليك تحديد المكان الذي تود أن تضع فيه طاقتك ولا تقسو أبدًا على نفسك.


0 تعليقات