السيناريو المكرر في تربية الأطفال:
للثوانى الأولى هتحس إن عنوان مقالتي المجازي عن تربية الأطفال، لا ينطبق عليك كأب وأم بيبذل أقصى جهده في تطبيق أساسيات التربية الناجحة مع طفله. ولكن حقيقة الأمر أن ما يحدث داخل بيوتنا في معاملة أبنائنا أشد قسوة من الاغتصاب دون أن ندرك.
ويصبح الأب والأم حاملي لقب أبوة غير مستحق، وفي عيون أبنائهم هم أقارب بالدم فقط.والسؤال هنا كيف يتحول الحب الكبير لأبنائنا إلي كل هذا الوجع؟
على الرغم من الاشتياق والتمني والأحلام من وقت ارتباط المقبلين على الزواج، وصولاََ للفرح وليلة العمر، إلا إن كل ده بيتبخر في الهواء أول ما يتولد الطفل ويبدأ سيناريو تاني مكرر وهو: هنأكلهم إزاي؟ ونصرف عليهم منين؟
اعتياد النعم وتربية الأطفال:
زحمة التفكير في المصاريف والماديات بتوصلنا لاعتياد وجود أبنائنا، مرحلة بنسميها "اعتياد النعم". اللي عبر عنها الفنان أحمد مكي ببلاغة أثناء حديثه عن مرضه، واللي اكتشف نعمة المرض اللي ممكن تخليك تهدي سرعة ٌإيقاعك في الحياة وتتأمل النعم العديدة اللي في حياتك.
ولما بنألف وجود أبنائنا، وكأنهم قطع ديكور كمالة للمنزل، بيكون له أسباب مبرره لدى كل من الأب والأم؛ كلاهما يدافع عن تجاهله لأبنائه وتوطيد العلاقة بهما من منظوره الخاص.
تربية الطفل بالنسبة للأم تُختزل في:
- ساعات السهر المتواصلة في التربية.
- التعب الجسدي والنفسي نتيجة الرعاية الدائمة للأبناء.
- المتابعة للمذاكرة اليومية والأنشطة الرياضية والترفيهية وغيرها.
وهنا انحصر التفكير عندها مفيش وقت لنفسي، والوقت كله على البيت والأطفال لدرجة أني مش قادرة أعيش سني زى صحابتي.
وتربية الطفل بالنسبة للأب تقتصر على:
- هصرف كام علي السبوع والعقيقة.
- كل شهر محتاج بكام بامبرز.
- مصاريف الدراسة والمدرسين .. إلخ.
إحساس إنه دوره اتحصر كماكينة فلوس، بيدخل البيت ومفيش وقت للقهوة أو الأصحاب أو السفر زي ما كان وأصبح مقيد بيهم.
لذلك بنصح دائماََ بالتمهل في إنجاب الأطفال. الارتباط والخلفة والأولاد والبيت جنة الحياة، لكن مسؤولية كبيرة. فكّر قبلها هل أنت مستعد ليها قبل ما تبدأها ولا لأ؟ لأن تربية الطفل الناجحة وعلاقتك القوية بيه، هي أهم إنجازات حياتك اللي المفروض تكون فخور بيها. واللي في سبيلها هتضحي براحتك الشخصية.
هتبتدي تتحمل مسؤولية أسرة كاملة برغبات واحتياجات مختلفة ومتشابهة في نفس الوقت. قرار كبير هيخليك دايماََ بتختلس وقت بسيط لنفسك عشان تفصل مع أصحابك، وتغير جو كل فترة عن الشغل والبيت على قدر الإمكان. لو نمط الحياة ديه مش هيكون مريح ليك، يبقى تراجع عن فكرة الأبوة، أو حتى الجواز كله!
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
قصة واقعية عن سبب المشكلة الأكبر في التربية :
أثناء الاجتماع اليومي في العمل، موبايل مدير ما رّن فاستإذن وخرج بسرعة للرد، ولما خلص الاجتماع زميل له بيسأله: مالك جريت بسرعة كده ليه ؟
قاله: البيت .. بيتصلوا بي عالصبح عشان يقولولي عايزين فلوس عشان احتياجات البيت لرمضان! يعنى ولا فكروا يقولوا حتي كل سنة وأنت طيب يا بابا ولا رمضان كريم أو صحتك عاملة إي وهما عارفين إني تعبان... تخيل ؟
رد الزميل عليه صدمني لما قاله:
مش لوحدك. أنا كأب حاسس بالوحدة والغرابة كل ما بكون وسط أسرتي فى كل إجازة، وكمان بحس إني بالنسبه ليهم مجرد بنك، هات يا بابا مصاريف كذا، محتاجين فلوس عشان كذا، ..إلخ. بس تعرف؟ إحنا اللى عملنا فى نفسنا كده لما اختارنا نشتغل فى مجال الفنادق، ونبعد عن بيوتنا بالشهور ، وننزل ضيوف في بيوتنا أسبوع أجازة كل فترة!
هـذه القصة فقط لأشرح لك باختصار أن غيابك عن الطفل من الصغر قد يتسبب في فجوة عاطفية في العلاقة بينكما.
لذلك إليك أربعة أخطاء شائعة في التربية تدمر نفسية طفلك، وتتفاجئ بأثارها الكارثية على طبيعة العلاقة الجافة بينكما متأخراََ جداََ.
1- عدم المساواة والتفرقة بين معاملة الإخوة:
فى حاجة بتشتكى منها الكثير من السيدات في الزواج المتعدد:
إزاي الراجل بيحب زوجته الأولى أكثر رغم أنها الزوجة القديمة؟ التمييز في المعاملة لازم يخلق غيرة، ووجع عن الست. تخيلي بقا إنك بتعملي كدا في طفلك كده حتى وأنت متزوجة رجل واحد فقط! تمييزك بينه وبين ٌخواته محسساه دايماََ بإنه مش كافي وعاجز عن سعادتك.
وأغلب أسباب الأمهات في تهميش الطفل والغضب منه بتكون دون مبرره مثلاََ:
- الطفل لا يسمع الكلام.
- الطفل بيسأل أسئلة كتيرة ومحرجة.
- الطفل شقي، هادي، مزعج، أو كثير الطلبات.
ماما ابنك ملوش أي ذنب غير إن تركيبته الجينية ترجع ليكي ولباباه وأسرتكم. هو كطفل بيتصرف عادي جداََ، أنت بس اللى محتاجة تقرئي إزاى تربى طفل بشكل سليم.
تربية الأطفال فيها خوف لأننا مش بنتعلم إزاي نربي، ولا حتى بندرب علي ده. بس مع القراءة والمعرفة، بنعرف إن كل طفل بيحتاج طريقة مختلفة في التربية طبقا لشخصيته، وإن مال قلبك كأم تجاه طفل أكتر من التانى بتركزي على أن كل واحد فيهم فيه صفات جميلة مميزة، فلا يظهر فى تعاملك التفرقة وعدم المساواة.
2- تدليل الطفل بصورة مبالغ فيها:
اتسالت على موقع كورا سؤال:
لماذا يجب أن نترك الأطفال يقومون بالمهام بأنفسهم؟
وإجابتي: لأسباب كثيرة ومن أهمها الاعتمادية.
تخيل كده طفل بيتعمله كل حاجة من أول ما أتولد، لحد ما كبر وأتخرج من الجامعه. زي دكتور عاطف فى مسلسل البالطو. إيه النتيجة؟
1- بدون شخصية … سؤال الأهل عن كيفية التصرف فى جميع المواقف دون استثناء
2- انعدام الثقة بالنفس
3- السلبية
عشان كده مفروض نترك الأطفال تتصرف بطبيعتها اللى جزء منها الفضول
للاكتشاف والمعرفة بداية من الأسئلة فى سن صغير، وأحيانا التجربة وأحيانا أخري الخطأ للتعلم من التجربة فى حد ذاتها، لأن طريقة النصح والتخويف فى كثير من الحالات لا تعطى الغرض منها، وبالتالي التجربة هي أفضل حل.
بس تجربة أمامك أفضل من تجربة من وراكي والأحسن التجربة معاكي
فى لقاء مع الممثلة نشوي مصطفى قالت أنها كان نفسها تجرب السجائر ولما والداتها عرفت قالتلها أحنا هنشترى علبة ونأخد واحدة نجربها شربنا وعجبتنا هنقول لباباكي بده / أما إذا شربنا وطلعت وحشه هنرميها ومش هنقوله وفعلا جابوا وجربوا وهي كانت وقتها فى ثانوية عامة ولما شربوا مامت نشوي سألتها عن رأيها قالتلها أنها وحشه جدا وأنها تعبت من ريحتها ومش عارفة تبطل كحة وبعدها لغت فكرة شرب السجائر تماما,
أنا مدركة خوف كل أم على أولادها بس الخوف مش هيمنع الأطفال من الألم والإصابة والجروح، وبالتالى الإعتمادية سواء كانت عليكي أو علي الأب فعل سئ جدا، لأنه هيلغي شخصية الطفل. والتدليل هيوصل للأنانية، فالاعتدال شئ مهم جدا فى عملية التربية للأطفال.
3- ترك الأبناء عند الأقارب:
مهما كانت صلة القرابة بينكم حتي لو كنتم أخوات، ابنك هيكون ضيف فى البيت ده، والضيف ليه حدود ومساحة معينة ودرجة أهمية لا يتخطاها، والأولوية لأصحاب البيت الحقيقيين مهما كانت درجة الحب والاهتمام.
نوم ابنك داخل بيت غير بيته هيخليه محتاج يحس بالأمان، يعنى شخص بيثق فيه يكون جمبه لحد ما ينام، والإ مش هينام وهيتعب جسدياََ، ويخاف من أي صوت خارجي. بالإضافة إلى أنه ممنوع تحت أي ظرف إن شخص يحمم ابنك / يكشف جسمه سواء للمساعدة في النظافة أو أي مسمي كان لخطورة ده جدااا
بعد انتهاء واحدة من ندوات التوعية عن كيف تحمى ابنك من التحرش، سألتنى أم من الحضور أعمل إيه لو كنت مكانها وهي بتكتشف بالصدفة إن إبنها 6 سنين بيتحرش ببنت عمه الـ 4 سنوات، واللي شافته بيعمل ده قدامها لما البنت جت تبات عندهم.
من طرف الأباء الأتنين والجلوس مع الأطفال لمعرفة حجم الضرر وصل لفين وتبسيط معلومة إن ده مش لعبة ومؤذي ومينفعش إننا حتي نلمس أماكن معينه فى الجسم وجلسات مع الأطفال لحل ووقف الفعل ده وعدم تكراره فى المستقبل والتركيز ليس على مراقبة الأطفال ولكن التربية وأبسطها عدم تركهم فى أي بيت
تانى أكيد كلنا خايفين على أولادنا بس خوف مع توعية وتدريب وفهم وقراءة، أفضل بكتير من خوف مؤذي للطرفين، واللى بيه بندمر علاقتنا مع أولادنا من بدايتها، ويكبر الطفل وهو عنده عقدة نفسية ما نتيجة التربية الغلط.
عشان كده عايزكم تأخدوا وقت وتركزوا إزاي بتتصرفوا مع أولادكم، وإيه محتاجين فيه مساعدة، ومن مين وأي ينفع تعدلوه من نفسكم عشانكم وعشانهم.
4- ضرب الطفل والإهانة وسط الناس:
سؤال ورد لي على موقع كورا:
هل يصح أن تظل الأم تضرب أولادها وتهينهم وتصرخ عليهم أمام الناس وأمام بعضهم البعض في المنزل مما يقلل هذا الشيء من احترامهم لبعض وتسبب لهم بحالة نفسية شديدة وذعر وخوف شديد من كل شيء وقد أصبحوا الآن في سن الأربعين عام؟
واجابتي كانت ومازالت:
طبيعي ابنك أو بنتك تغلط عادي، وطبيعي إن صوت لعبهم يكون عالي كنوع من لفت الانتباه ليك كأب أو أم. كأنهم بيقولولك إننا موجودين بلاش تنسونا ضحكونا معاكم اهتموا بينا فى وسط القعدة الجميلة دى وهكذا.
مدركة إن كل تفكيره ينحصر فى اللعب والأكل والحضن ؟طيب مدركة إن ابنك لم يبلغ؟ يعني دينياََ ابنك لا يحاسب على شئ إلا بعد البلوغ؟ طب ازاي تفتكري إن عقله كبير وواعي ومدرك ولازم يتعاقب وحالاََ؟
فكري مع نفسك وبعدين اقعدي قعدة صراحة مع زوجك، واسألوا بعض عن ماضيكم وتصرفاتكم وشعوركم إيه مع الضرب والإهانة؟ تخيلي إنك موجوعة وأنتي كبيرة كده وقادرة تتكلمي وتعبري، طب الصغير اللي مش فاهم ومش عارف حاجة فى الحياة غيرك أنت وباباه .. يروح فين؟ ويتكلم إزاي ويتوجع عشان إنسان يحس بيه؟
العنف وحش مجنون إذا أطلقته لا يمكنك أبداً أن تسيطر عليه !
لذا لا يصح أبدا بإهانة الأطفال أمام الناس أو الأسرة أو أمام بعضهم البعض، سوء كان بالضرب أو بالسب أو بالزعيق بصوت عالي مهما كان حجم الخطأ الصادر من الطفل.
طفلك لو لم يبلغ بعد، فلا يحاسبه الله علي شئ. فلماذا تحرميه أنت من حقه فى التجربة للتعلم، أو السؤال للمعرفة، أو التحدث للفهم والتقرب منك
طرق الناجحة لمعاقبة الطفل:
وأخيراََ إليك نصائح ختامية لمعاقبة الطفل دون الإضرار بنفسيته.
1- تغير النظرة التى تنظرين بها للطفل أو التحدث بنبرة صارمة دون ذكر اسمه
لكي يتوقف عما يفعل وتكرر مرتين فقط
2- الجلوس منفردا بعيدا عنكي وعن أخواته لفترة ثم الذهاب للجلوس معاه والحديث عن الخطأ الغير متعمد الصادر منه مع التفرقة أثناء الحديث معاه بين شخصيته الجميلة والمميزة وبين الفعل أو التصرف الخطأ والذي لم ولن يعتاد علي فعله
3- حرمان الطفل بشكل مؤقت من لعبة يحبها / حضنك, اذا كان الخطأ شديد يحرم من حضنك لبضع دقائق ( 3 دقائق كحد أقصى مع احتضانه فورا إذا كان يرتعش)
4- ضرب خفيف على ظهر اليد للتوقف عن ما يفعله
5- قد تبتكر بعض الأمهات طرق أخري للعقاب لأطفالها بشكل غير مؤذي نفسيا وجسديا ويتناسب مع شخصية وتصرفات طفلها


0 تعليقات