8 طرق للمساعدة في إعداد طفلك للنجاح في المستقبل


مستقبل- مساعدة -طرق- نجاح- طفلك

لماذا ينجح بعض الأطفال بينما يفشل أخرون؟ ما الذي يجعل بعض الأطفال يتمتعون بحياة جامعية ناجحة يعقبها حياة مهنية ناجحة بينما يرضى أخرون بأقل من ذلك بكثير؟ لماذا ينجح بعض الأطفال في تحقيق أحلامهم بينما يكون الأخرون أقل حظًا؟


هل يتحكم في ذلك القدر أم معدل الذكاء أم الحالة المادية؟ هل يتدخل في ذلك الجهد أم الحظ؟ أم أنها مسألة وراثية لا نملك التعديل عليها؟ هل التعليم يحدث فارقًا؟ تقول مخرجة الأفلام الوثائقية كارلوتا نيلسون

 إن إعطاء الأولوية لتنمية الطفولة المبكرة، لا يحتاج إلى تفكير


من خلال البحث المستمر لفهم طبيعة الإنسان ولفهم العوامل التي تحدد مستقبل الفرد ونجاحه، كشف العلم أن ما يحدث في السنوات الأولى من حياة الانسان والتي تسبق التعليم المدرسي يساهم في ترسيخ أسس النجاح المستقبلي. 


 وبفضل التكنولوجيا بدأ العلم في اكتشاف كيف ينمو دماغ الأطفال وكيف تصنع هذه المرحلة البدائية الأسس الناجحة لما نصبح عليه في المستقبل. لا عجب أن دماغ الطفل قادر على خلق أكثر من مليون وصلة عصبية في الثانية الواحدة. يقال أن الإتقان يأتي بالممارسة practice makes perfect وهذا تحديدًا ما يفعله الدماغ.


 في كل مرة نتعلم أو نختبر شيئًا جديدًا، يكتشف الدماغ تغييرًا وهذا التغيير ينتج صلات جديدة والتي من شأنها بناء أسس دماغ قوي. هذه الصلات منها ما نستخدمه بشكل مكثف ومنها ما يُهمل ولا يتم استخدامه كثيرًا، تختفي الصلات التي لا تُستخدم باستمرار.


عندما يكون الدماغ في أوج نشاطه في السنوات الأولى من حياة المرء يعمل على رسم أول خريطة في حياة الفرد، مع أن التغيير محتمل أثناء فترات النمو إلا أن العلم أثبت أن الإتقان منذ البداية هو أفضل فرصة يحظى بها المرء ليعزز فرصته لينعم بحياة سعيدة وناجحة.

وإليك بعض الطرق للمساعدة في إعداد طفلك للنجاح في المستقبل:


1- علم طفلك تحمل المسؤولية:

مما لا شك فيه أننا نحب أبناءنا ولا نرغب في رؤيتهم يفشلون في أي شىء. هذا ما يدفعنا نحو تولي مسؤولية كل شىء عنهم لضمان نجاحهم. وعلى الرغم من أننا قد نساعد أطفالنا على تحقيق بعض المكاسب قصيرة الأمد عن طريق المساعدة المبالغ فيها من قبلنا، ولكن ذلك يضيق مفهوم النجاح بالنسبة للطفل.

 يجب علينا أن نجعلهم يطورون عادات وطريقة تفكير ومهارات تساعدهم على تحقيق النجاح بأنفسهم ولا يحدث ذلك إلا عن طريق تحمل مسؤولية بعض الأشياء ليكونوا ناجحين أينما ذهبوا. فالاعتماد على الذات والثقة بالنفس من أهم الصفات التي يمكنك أن تمنحها لطفلك لكي يحقق النجاح في مستقبله. ففي النهاية يجب أن تعلم أنه لن يعتمد عليك إلى الأبد.


عندما يُطلب من الأطفال القيام بمهام مختلفة، فإنهم يتعلمون الانضباط الذاتي وإدارة الوقت والتعاطف وعواقب الأفعال وما إلى ذلك من المهارات التي تؤهلهم للنجاح في المستقبل، والتي يبحث عنها أصحاب العمل بكثرة.

كما يُعد  حث الأطفال على القيام بالأعمال المنزلية واحدة من أهم الطرق التي تعلم الأطفال المسؤولية و التي بدورها ترسخ أسس النجاح في الحياة. تقول جولي ليثكوت Lythcott-Haims مؤلفة كتاب "How to Raise an Adult"

لكي يكتسب أطفالنا الكفاءة الذاتية يجب عليهم القيام بالكثير من التفكير والتخطيط واتخاذ القرار والعمل والمواجهة والخطأ واختبار الحياة بأنفسهم.

2- اجعل طفلك يقوم بالأعمال المنزلية: 

وتنقلنا فكرة تحمل المسؤولية إلى فكرة القيام بالأعمال المنزلية. تعد فكرة حث الأطفال على القيام بالأعمال المنزلية فكرة جيدة لتعليم الأطفال عادة هامة من عادات النجاح، ولكن للأسف لا تتمتع هذه الفكرة بالعديد من التطبيقات على أرض الواقع. 

يشتكي العديد من الأباء من كره أطفالهم إلى الأعمال المنزلية وتجاهل محاولاتهم في تعويدهم على المشاركة من هذا النوع. ونعلم جميعًا أنه لا يمكن لشخص مستلقي على الأريكة، يشاهد التلفاز ولا يقوم بأي عمل يساعد به من حوله، أن يحقق نجاح في حياته بشكل عام.

 يعتبر السبب الذي يجعل الأطفال لا يميلون إلى الأعمال المنزلية هو نفسه السبب الذي يجعل البالغون لا يفضلون القيام بها أيضًا، وهو أنها مملة. ولكن يجب علينا إيجاد الطرق والاستراتيجيات التي تجعلنا ننجح في تعليم أطفالنا هذه العادة التي من شأنها المساهمة في النجاح المستقبلي لهؤلاء الأطفال.


وجدت أطول دراسة مستمرة أجريت على البشر، والتي تسمى دراسة هارفارد جرانت، أن النجاح المهني في الحياة، الذي نريده لأبناءنا، مرتبط بإنجاز الأعمال المنزلية خلال الطفولة. وكلما كان ذلك مبكرًا كان أفضل. ذلك لأن الأعمال المنزلية تُطور لدى الطفل عقلية المبادرة والمشاركة. فداخل الطفل ينمو تفكير يقول: "هناك بعض الأعمال غير السارة يجب على شخص ما انجازها فلماذا لا أكون أنا؟ هذا ما يجعل الشخص ناجحًا في مجال العمل. يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر كيف يكون نافع لمن حوله.

3- اجعل طفلك يقرأ بشكل يومي:

أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يواظبون على عادة القراءة بشكل شبه يومي هم أكثر عرضة للنجاح في حياتهم من غيرهم. أكدت الدراسات أن مهارات القراءة المبكرة تؤثر على النجاح الأكاديمي للأطفال. كما أن تطوير مهارة القراءة يطور بالتبعية مهارة الكتابة والتي تجعلهم ناجحون في أغلب الاختبارات العالمية الموحدة.

إن القراءة لمدة 20 دقيقة يوميًا تُعرض الأطفال لكميات هائلة من الكلمات وهذا التعرض يجعل الأطفال مميزون عن غيرهم. إذا قارنت الأطفال الذين يقرأون لمدة 20 دقيقة يوميًا بهؤلاء الذين لا يقرأون، أو يقرأون لوقت أقل وغير منتظم، فمن السهل أن ترى كيف يُترجم وقت القراءة إلى نجاح أكاديمي في حياة الطفل.

4- ساعد طفلك في بناء علاقات هادفة ناجحة:

 اكتشف جاك شونكوف وديبورا فيليبس أن وجود علاقات قوية أمر ضروري لنمو الأطفال ورفاههم النفسي. الأطفال الذين ليس لديهم علاقات ذات مغزى يميلون إلى الأداء الضعيف في المدرسة ، وهم أكثر عرضة للوقوع في مشاكل مع القانون وغالبًا ما يصابون بمشاكل نفسية. ساعد أطفالك على إقامة علاقات صحية ناجحة من خلال مواعيد اللعب والمشاركة في الأنشطة التي يستمتعون بها. علمهم كيفية إدارة عواطفهم وحل النزاعات.


يحدث ذلك عن طريق إنشاء روابط اجتماعية بأطفال أخرين عن طريقك في بداية الأمر وخاصة إذا كان طفلك من الأطفال الذين يكونون صداقات وعلاقات بصعوبة. يجب أن يتعلم كيف يبني علاقات صداقة وكيف يتعامل في هذه العلاقات. عليك أن تدرك أن بناء علاقات ناجحة وقوية هي مسؤوليتك في بداية الأمر، وهي أمر هام جدًا لنجاح طفلك في المستقبل. إن التركيز على طفولة صحية أساس هام جدًا من أسس النجاح.

5- شجع طفلك على ريادة الأعمال:

هل تعلم أن غالبية رواد الأعمال الناجحين تم تشجيعهم على التصرف مثل رواد الأعمال في سن مبكرة من خلال: مراقبة شخصية رائد الأعمال أثناء نشأته. فمشاهدة رائد أعمال ناجح عن قرب تساعد الطفل في تكوين رؤية واضحة حول المستقبل وفهم ريادة الأعمال بشكل سلس.


يمتلك بعض الأطفال جينات ريادية تمكنهم من البدء في المشاريع الصغيرة الناجحة منذ الصغر، ولكن ذلك لا ينفي حاجة الأطفال العاديين للدعم في هذا المجال. يمكنك قص بعض القصص القصيرة التي تحكي نجاح بعض رجال الأعمال وكيف بدأوا. كما يمكنك تشجيع طفلك لابتكار طرق جديدة لكسب المال حتى ولو كانت طرق بسيطة. علم طفلك كيفية جمع المال وكيفية التعامل مع العملاء كما لو أن لدية المشروع الخاص به وأنه رائد أعمال ناجح بالفعل. فلا شىء يحقق النجاح أكثر من التفكير به.

6- ساعد طفلك على تحديد الأهداف:

 بغض النظر عن عمر الطفل ، من الأفضل دائمًا مساعدته على تحديد الأهداف. الأهداف هي وسيلة ممتازة لمساعدة الطفل على تحقيق نجاح كبير. ومع ذلك ، يجب عليك التأكد من أن الأهداف تستند إلى الاحتياجات الخاصة لطفلك وهذا دور مراقبة البالغين.


يميل الأطفال إلى الازدهار عندما يكون لديهم أهداف قصيرة المدى. سواء أكانوا ينهون كتابًا كل أسبوع أو يرتبون سريرهم كل صباح ، فإن هذه الأهداف تثيرهم. وبغض النظر عن الهدف ، فإنه سيساعد ابنك على تكوين عادات جيدة تمكنه من النجاح في المستقبل.


7- لا تدع طفلك ينسحب بسهولة:

من السهل أن يصاب الطفل بالإحباط. ومع ذلك ، على الرغم من إحباطهم ، يجب أن يتعلموا كيفية الاستمرار في المحاولة. ولكن ، سواء كان الأمر يتعلق بتعلم آلة موسيقية ، أو ركوب الدراجة ، أو المشاركة في رياضة ما ، فإن العمل الجاد مطلوب ، وعليك التأكد من التزامهم به وعدم الاستسلام.

إذا لم يكن هناك سبب معقول لإيقاف النشاط الذي بدأه الطفل ، فعليك تشجيعه على الاستمرار في المحاولة لأن التوقف والاستسلام سيجعله أكثر حزنًا. يجب أن يتعلم الطفل أن طريق النجاح شاق ومليء بالتحديات وليس من المعقول أن نستسلم مع كل عثرة في هذا الطريق، ولكن يجب أن نتكيف مع الظروف السيئة والغير مرغوب فيها.

علمهم أهمية التكيف: ستكون أفضل أماكن العمل والفرق الناجحة في المستقبل مرنة وأكثر مرونة من أي شيء نعرفه اليوم. لذلك ، من الضروري إعداد طفلك ليكون جاهزًا للتكيف مع أي شيء. التكيف عندما يكن خارج منطقة الراحة الخاصة به سيؤهله لمواجهة المستقبل بشكل أفضل وبنجاح أكبر.


8- اسمح لطفلك بارتكاب الأخطاء والتعلم منها:

نحن كآباء ، لا أحد يهتم بأطفالنا أكثر مما نفعل. لذلك ، بطبيعة الحال ، فإن الرغبة في إنقاذ أطفالك عندما يكونون في خطر هي واحدة من أصعب الأمور التي لا يمكن مقاومتها. ومع ذلك ، هناك أوقات تحتاج إلى السماح لهم بارتكاب أخطائهم - بالطبع ، هذا فقط عندما لا يكون هناك خطر حقيقي.

هذا يعني أنه يمكنك ترك طفلك البالغ من العمر 6 سنوات يسقط من كرسيه بعد أن حذرته من الجلوس بشكل غير صحيح عدة مرات. اسمح لهم بالذهاب بدون الزي الرياضي الذي ينسوه في المنزل ، ولا تهرع إلى المدرسة في منتصف الطريق لإيصاله إليهم.

هذه الأخطاء لن تجعل العالم يتوقف عن الدوران. ولكنها ستساعدهم على تعلم دروس مدى الحياة تكون ذات مغزى أكبر بكثير من مجرد إخبارهم ما ينبغي عليهم فعله وما لا ينبغي. عندما يواجهون عواقب أفعالهم ، سيتعلمون فعل الشيء الصحيح في المرة القادمة. التعلم من أخطائهم من شأنه أن يجهزهم بشكل أفضل للنجاح في المستقبل.



0 تعليقات