7 مبادئ لتحقق السعادة والنجاح في حياتك

مبادئ-سعادة-نجاح-حياتك


كلنا نبحث عن السعادة والنجاح في الحياة، ونرغب في نجاح مستمر و سعادة دائمة وليست فقط نابعة من تجربة أو موقف – كزيادة راتب أو شراء شيء جديد أو لأنك ذهبت في إجازة بدون ضغوط لمكان بعيد.

 هذا لا يعني أن هذه الأشياء سلبية أو أنه لا يجب أن نبحث عن السعادة المؤقتة أيضًافيها، ولكن هذا قد يكون ضار بحياتنا وبأوقات سعادتنا الحقيقة عندما نعتمد فقط على هذه المواقف للحصول على السعادة. يجب أن نسعى الى السعادة والتي بدورها تحقق النجاح في حياتنا اليومية وفي علاقاتنا. ولكن كيف يحدث ذلك؟

يخبرنا العالم كل يوم بطرق مباشرة ورسائل غير مباشرة عن كيفية الحصول على السعادة والنجاح في الحياة، وكيف نكون سعداء في حياتنا عن طريق شراء سيارة معينة والعيش في مكان معين أو السفر لمكان معين أو مقابلة الشريك المثالي.

يخرج لنا الكثير من المؤثرين على السوشيال ميديا ليلقنون المتابعين طريقة النجاح والوصفة السحرية للسعادة، وكيف يصبح الإنسان ناجح مثلهم عن طريق تصوير حياتهم المثالية المليئة بالسعادة. مما لا شك فيه أن هذه الأشياء قد تولد سعادة ولكن لحظية تنتهي بزوال حداثة التجربة وبالتدريج ينخفض مستوى سعادتنا ولا نعد نشعر بطعم أي نجاح.


دعني أفشي لك أحد الأسرار في هذه الحياة، واحدة من أهم الحيل التي تقوم عليها الدعايا والتسويق والتي ربما تؤثر على حياتك. يقوم التسويق ومواقع التواصل الاجتماعي بدور كبير في إخبارنا كيف نكون سعداء ونحقق النجاح في الحياة. بينما في حقيقة الأمر يريدون منا أن نكون غير سعداء لأننا كلما اصبحنا أكثر تعاسة أصبحنا مستهلكين بشكل اكبر وهذه هي مهمة التسويق. 

تشير الدراسات إلى أن الشعوب التي تعيش في رفاهية ووفرة من المصادر يميلون إلى الشعور بعدم السعادة مقارنة بأولئك الذين يعيشون في بلدان أقل رفاهية. ذلك لأن كلما زادت إمكانياتنا كلما زاد معها تطلعنا للمزيد وندخل في دائرة عدم الرضا التي لا يتحقق معها السعادة حتى لو تحقق النجاح.

الشئ الأخر الذي روجته لنا الإعلانات ووسائل التواصل الإجتماعي هو أن السعادة تكمن في عدم وجود تجارب سيئة أو سلبية أو ضغوط في حياتنا. وأن النجاح هو عدم الخوض في تجارب فاشلة.  ولكن من غير الواقعي أن نعتقد أن الحياة تستمر بدون عقبات، هذا تصور غير ناضج.

 سنواجه في الحياة دائمًا بعض التحديات ومن غير النضج أن تتوقع غير ذلك أو تنتظر حياة بدون عقبات- أنت لست طفلًا. فكر جيدًا في إجابة هذا السؤال: ماهي الأفكار التي روجتها لك وسائل الاعلام حول ما تحتاجة لتصبح سعيدًا وأكثر نجاحًا؟ وهل هذا ما تريده حقًا؟

لماذا تختار أن تكون سعيدًا؟

والأن بعد أن فكرت في الأفكار التي روجتها وسائل الإعلام حول ما تحتاجه لتصبح سعيدًا وناجحًا، هل تشعر أنك حقًا تريد أن تصبح سعيدًا؟ ولماذا؟

أثبتت التجارب والدراسات أن الأشخاص السعداء يعيشون لفترة أطول، ويتمتعون بصحة أفضل ويكونون أكثر إنتاجية مما يجعلهم يتلقون ترقيات في حياتهم المهنية ويحققون النجاح فيها ويبقون على علاقاتهم الشخصية بشكل ناجح – عليك أن تدرك أن السعادةهي حالة ذهنية يجب على الفرد الالتزام بتحقيقها تجاه نفسه.

هناك بعض العوامل الرئيسية التي أثبتت الأبحاث أنها تخلق سعادة طويلة الأمد في حياة الشخص وتساعد في تكوين أسس النجاح، بغض النظر عن الثقافة أو الجنس أو المكان الذي يقيم فيه الشخص أو الخلفية العائلية أو الجينات فيمكن لكل انسان أن يحقق السعادة والنجاح بقليل من الالتزام ببعض المبادئ.

وإليك 7 من أهم المبادئ لتحقق السعادة والنجاح في حياتك:

 1- التخلي عن التوقعات:

يعتبر  التخلي عن التوقعات أمر بالغ الأهمية في تحقيق السلام النفسي والسعادة في حياتك. فقد أثبتت الدراسات أنه كلما زادت توقعات الناس كلما أصبحو أكثر تعاسة. أعلم أنك قد تكون سمعت بقانون الجذب وعلى دراية به، فيمكنك أن تتسائل ألا يجب أن يكون لدي نوايا وتوقعات حتى أجذب ما أريده حقًا في الحياة؟ الإجابة هي أن هناك اختلاف كبير بين النوايا والتوقعات.

2- وجود هدف ونية ورؤية:

يختلف تحديد الهدف ووجود نية ورؤية مستقبلية لحياتنا عن فكرة التوقعات التي تحدثنا عنها في المبدأ السابق. إن وجود هدف وخطة لمستقبلنا في الحياة هو شيء بالغ الأهمية لضمان النجاح في المستقبل. ولكن يجب أن نتعامل مع الأهداف بحذر، فلا يمكننا أن نظل مرتبطين بشكل مرضي بنتائج هذه النوايا والرؤى والأهداف.

 إن التعلق المرضي بهذه النتائج هو ما يشكل التوقعات وخيبات الأمل المتعلقة بها- يمكنك أن تخطط لشكل حياتك وتعد رؤية لأهدافك المستقبلية ولكن لا تتعثر عندما تجد أن شيئًا لا يعمل وفق مخططاتك.

 لا يجب عليك أن تحدد شكل معين لحياتك وتتوقع حدوث شيء معين في هذه الحياة حتى تكون سعيد. كما لا يجب عليك أن تربط نجاحك بمعايير إن لم تتحقق تشعر بالفشل. ولكن  عليك أن تراجع أهدافك التي لم تحقق النجاح المرجو وتعيد صياغتها بشكل أخر.

إذا لم نلبي توقعاتنا فلا ينبغي أن نعاقب أنفسنا على ذلك أو نلوم أنفسنا وإنما يجب أن نتخلى عن التوقعات التي تعوق النجاح والتقدم وأن نكون ممتنين لأننا على دراية بهذه التوقعات وكيفية إدارتها ويمكننا العمل على التخلي عنها خطوة بخطوة حتى نصل إلى النجاح المنشود.

 3- اخلق معنى وهدف من كل محنة/ تجربة: 

كما ذكرت في المبدأ السابق أهمية وجود الأهداف في الحياة لضمان تحقيق سعادة ونجاح مستمر، ولكن ذكرت أيضًا عدم التعلق بهذه الأهداف بشكل يعيق التقدم. ومن هنا نصل إلى مبدأنا الثالث وهو الذي يعلمنا كيف نحصل على أكبر قدر من الاستفادة من إخفاقاتنا.

تقدم لنا التجارب ،سواء السلبي منها أو الإيجابي، العديد من الأدوات التي تساعدنا في تحقيق ما نريده في هذه الحياة. ولكن نحن بحاجة إلى معرفة ما الذي يمكن استخلاصه من كل تجربة وكيف يمكن لها أن تحسن حياتنا وتغيرها للأفضل. يمكن أن تكون التحديات التي نواجهها في بعض الأحيان هي ما يغير حياتنا بأكثر الطرق قوه وإيجابية. كما يمكن لتجربة فاشلة واحدة أن تقودنا إلى أكبر نجاح في حياتنا.

نحن مقدر لنا أن نعيش نفس التجربة مرارًا وتكرارًا حتى نتعلم الدرس الذي تريد الحياة تقديمه لنا من هذه التجربة. وتستمر الحياة على هذا النحو، لذلك ترى الكثير من الناس يجذبون نفس الشريك ويدخلون في نفس العلاقة بنفس الطريقة في كل مرة وكأن الحياة تصر على إعطاءهم دروس تقوية تقودهم نحو النجاح. فعليك أن تكون طالب نجيب وتفهم المغزى بين السطور.

4- تعلم أن تقدر أصغر الأشياء:

إن الأشخاص الذين يشعرون ويعبرون عن الامتنان لكل مناحي حياتهم هم أكثر الناس سعادة في حياتهم. هم ليسو فقط سعداء بل يسعدون من حولهم أيضًا. هم أيضًا أكثر قدرة على تحقيق النجاح في حياتهم أكثر من غيرهم.

يمكنك أيضًا الحفاظ على نجاح علاقاتك العاطفية عن طريق تقدير أصغر الأشياء. ذلك لأن الدراسات تشير إلى أن نسبة كبيرة من المشاكل التي تؤدي إلى الانفصال سببها عدم تقدير الأعمال بين الشريكين. 

5- عش حاضرك:

الحقيقة الوحيدة التي نعيشها هي ما يحدث لنا الآن. لو لم يكن لديك ما تفعله تجاه مشكلة ما في الوقت الحالي، أوقف التفكير في المشكلة. مثال: لو أنك متأخر عن العمل وعالق في الزحام وليس لديك أي طريق لتسلكه أو شيء لتفعله فلديك خيارين، إما أن تظل محبط وحزين لمدة ساعة أو تختار أن تقضي هذه الساعة تراقب ما حولك وتستمع إلى الموسيقى المفضلة لديك.

يجب أن تعلم أنك إذا اخترت الخيار الأول فأنت تؤثر على مزاجك العام بالسلب مما يؤثر على باقي مناحي الحياة. أما إذا فضلت الاختيار الثاني فستحصل على فرصة رائعة في التفكير بهدوء والذي يساعدك على حل المشكلات بطريقة عقلانية وأحيانًا بطرق أكثر ابتكارًا. فالشخص الهادىء هو أكثر قدرة على تحقيق النجاح في الحياة أكثر بكثير من الذين يفضلون التفكير السلبي في المشكلات.

6- طور علاقاتك مع المحيطين:

سواء كنت شخص جريء أو انطوائي فأنت كائن اجتماعي بحاجة إلى التواصل مع الأخرين لأن هذا التواصل يعد شفاء للجسد والروح والعقل. أسعد الناس هم من لديهم روابط قوية وناجحة مع الأصدقاء والعائلة. ولكن يجب في الوقت نفسه أن نكن على قدر كبير من الحذر أثناء اختيار العلاقات لأنها تؤثر على سعادتنا العامة. 

على سبيل المثال إذا كان علينا أن نظل بصحبة شخص سلبي فنحن نتأثر بطاقته السيئة حتى ولو لم يتحدث إلينا مباشرة بهذه السلبية. فقد أثبتت الدراسات أن الإنسان يتغذى على طاقة من حوله. كما أن هذه الطاقة مهمة جدًا لتحقيق الإنجازات في الحياة والوصول للنجاح.

عليك أن تتخلص من "مصاصي الطاقة" "energy vampire"  في حياتك. ويعرف مصاصو الطاقة أنهم أشخاص يستنزفون طاقتك العاطفية ويتغذون على رغبتك في الاستماع إليهم والتعاطف معهم مما يجعلك مرهقًا برفتهم.

7- اقبل نفسك كما هي:

لا أتخيل شخص ناجح ومشهور وسعيد في حياته لا يتقبل حقيقة نفسه أو يشعر بمشاعر سلبية وأفكار غير جيدة عن نفسه. أنت بالضبط في المكان الذي يجب أن تكون فيه في حياتك الآن. تقبل نفسك كما أنت وأحب نفسك. انظر إلى الأشياء التي تريد تحسينها وتخلص منها ببطء ، لكن لا تضغط على نفسك وتجلدها. 

 هذا لا يعني أنه لا يمكنك أن تغضب أو تحزن أو تشعر بالخوف والقلق في بعض المواقف ولكن يجب أن تتحكم في هذه اللحظات وأن لا تجعلها تأخذ حيز كبير من تفكيرك وتؤثر على كيف ترى نفسك. اسأل نفسك، كم مرة سمحت فيها  للعواطف السلبية بأن تكون جزء من واقعك وتعاملت على أساسها؟

وفي النهاية لا أضمن لك تحقيق السعادة بتطبيق هذه المبادئ جميعها ولا بعض منها. لا أضمن لك كيف ومتى ستحيا سعيدًا. فكما قال دانيال جيلبرت في كتابه Stumbling on Happiness: 

“The secret of happiness is variety, but the secret of variety, like the secret of all spices, is knowing when to use it.”

إن سر السعادة يكمن في التنوع، ولكن سر هذا التنوع مثله مثل سر  التوابل، وهو معرفة متى يجب استخدامها. عزيزي القارىء، يجب أن تكون على دراية باستخدام التوابل المقدمة إليك حتى تحقق النتائج التي تطمح إليها. فالسعادة قرار والنجاح مصير تحدده أنت بنفسك لنفسك ولكن كل ما نفعله هو مساعدتك ببعض التوابل والبهارات. 

0 تعليقات