رغم ما تبذلينه من جهد وما تملكينه من ارادة ولكنك غير راضية عن النتائج المحققة، لماذا برأيك؟
لا تحللي كثيراً، ودعيني أقول لك أن الخيارات الي نتخذها أحياناً تكون هي السبب وراء الاحساس بعدم الاكتفاء والشعور بالرضا.
لذلك، ما عليك سوى اتخاذ القرار بالسيطرة مجدداً على زمام الأمور وهذا هو المقصود ب استعادة الحياة، لأن مجرد تمضية الوقت دون أية نكهة مميزة للحياة، يشير الى انك في الاتجاه الخاطىء.
دعيني أدلك على الطرق التي من شأنها استعادة الحياة والتي ستكون بمثابة المفتاح لفتح الآفاق المظلمة وخلق المرأة التي تريدين أن تكوني على صورتها وتجسيد للحياة التي تودين أن تعيشيها في المستقبل.
معظم النساء لا يعرفن الآثار العميقة لاتخاذ القرار باستعادة الحياة. فغالبًا ما تمر الأيام وهن غافلات عن الأفكار التي يفكرن بها والإجراءات التي يتخذونها . من هنا عليك أن تدركي عزيزتي بأن كل قرار تتخذينه هو ما يُشكّل واقعك الحالي، فهو يعكس شخصيتك ويحدد من أنت، لذلك راقبي قراراتك قبل اتخاذها وتنبهي لها جيداً قبل النطق بها كي تدركي مغزاها وتتحملي النتائج المترتبة عليها.
لا شك بأن إتخاذ قراراتك المصيرية ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فالأمر يتطلب منك قدراً هائلاً من الصلابة والشجاعة والجهد والتضحية أيضاً وكذلك التفاني، ولكن إذا لم تفعلي ذلك فأنت بالتأكيد سوف تبقين مكانك وقد ينتهي الحال بك إلى عيش حياة لا معنى لها.
والآن، لنتحدث عن بعض الطرق التي يمكنك اتخاذها لاستعادة حياة ملؤها البهاء تشبه أزهار الليمون التي تفوح رائحتها جمالاً وبهاءً والكون يبتسم للقلب الملهم الذي يعانق روحك كي تخلقا معاً أجمل معنى لحياتك،
هي طرق بسيطة وعلى الرغم من بساطتها لا بد وأن تتمعني بها جيداً لأنها السبيل إلى الحياة.
خطوة 1: القوة في اتخاذ القرار... وحدك
الحياة ليست أياماً وتمضي ، بل دقائق ومراحل وثوانٍ تحتاجك إمرأة ناجحة، واثقة من نفسها، فرحة وسعيدة وقادرة على العطاء.
إمرأة تعي ما معنى تزكية الذات وتطويرها وتعزيزها وتنشيطها من أجل حياة لها معنى، ولن تتمكني من صنع هذه الحياة، ما لم تملكي أصلاً هذه الحياة، فإستعادة الحياة قد أضحت مهمتك الأساس منذ هذه اللحظة، وقد تقولين ولم كلِ هذا؟
سأجيبك بأن الحياة تشبه شجرة زيتون مثمرة ، كل ما فيها خير والخير ينبع منك أنتِ، لأنه بكِ تزهو الحياة،
وكي تكوني أجمل نورٍ في سماء هذه الحياة الدنيا، عليكِ أن تبادري باتخاذ القرار بإستعادة الحياة كي يصبح للحياة قيمة وكي نبني معاً حضارات وأوطان وأمم فأنت وحدكِ مصدر كل شيء.
ولا تظني للحظة بأنني أبالغ في وصفك سيدتي، فالشخص "العظيم" ، بغض النظر من يكون والى أي وطنٍ ينتمي وكيف يفكر وبماذا يعتقد لا بد له وأن يكتشف حقيقتك ويخبر العالم عنك،
تأملي معي ما قيل عنك، حينها سوى تتحمسين فعلاً لاستعادة الحياة وتكريس دورك فيها والعيش واعطاء العالم من حولك نسمة جميلة لمعنى السعادة التي تفوح رائحتها في كل مكان :
لا تقوم الأمم ولا تُبنى الحضارات إلا على أكتاف المرأة ( جبران خليل جبران)
هل أدركتِ الآن بأنك النور المشع في عالم الجمال؟
المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام.
- شكسبير
لأنك أنتِ نفسك... أجمل معنى للحياة:
المرأة مصدر كل شيء
- سقراط
لذلك ما عليك سوى اتخاذ القرار ببناء "عالمك" أنتِ فالقرار قرارك وحدك
من الخطأ أن تنتظر المرأة من الرجل أن يبني لها العالم الذي تتمناه بدلاً من أن تخلق هي عالمها ( أناييز نين)
خطوة2 : عيشي لذة المشاركة ورونق العطاء
لأن العطاء أعلى مرتبة من الأخذ وكي تتمكني من استعادة الحياة بمعناها الحقيقي لا بد لكِ أن تكوني كريمة مع نفسك وعليك مشاركة هذه النفس متعة الحياة وإعطائها الاهتمام اللازم، بحيث تتعلمين في البداية كيفية إلقاء نظرة على ما في داخلك، ومعنى ذلك، تعلمي أن تطرحي على نفسك الأسئلة الذكية، أي تلك الأسئلة الكفيلة بإستعادة الحياة والعيش بسعادة كونها الكامنة في داخلك والنابعة من أعماقك التي تقودك بالنتيجة للتعرف على نفسك جيداً لأنه "كلما فهمت نفسك أكثر ، كلما فهمت العالم من حولك والتعقيدات الفردية بشكل أفضل" وبالتالي لا بد لكِ أن تتعرفي على نفسك أكثر فأكثر وهناك عدة طرق كي تدركي حينها بـأن معرفة الذات سبيل لإستعادة الحياة المليئة بالنجاح والفرح والسعادة .
وأما الأسئلة الأخرى التي إخترتها لكِ من أجل إضافتها إلى بدايات نهارك فهي:
- ماذا أستطيع أن أعطي العالم اليوم؟
- كيف أشارك الآخرين بما عندي؟
- ما هي العبارة / الآية/ الحكمة/... التي سأعتمدها شعاري لهذا اليوم؟
- ما هي أجمل هدية "شعرت" أنها أفرحتني ؟
وتذكري جيداً بأن الهدية ليس بالضرورة أن تكون مغلفة دوماً بالورق الأحمر، الأخضر... بل يكفي أن تكون مطوقة بإحساسٍ عميق جميل بلذة الحياة ورونقها وبهائها وكرمها وفيض عطائها وإعلمي بأن استعادة الحياة سوف تكون أغلى الهدايا على الاطلاق لأنها سبيلك لاثبات ذاتك والشعور فعلاً بأنك حية وفاعلة وسعيدة ومؤثرة أيضاً.
والآن أخبريني ما هو سؤالك انتِ في هذه اللحظة بالذات وقبل أن تقرأي اية فكرة أخرى؟ ( دونيها لأنه بالتأكيد سوف تحتاجين لها بعد ذلك).
لن تتذوقي لذة العمر ما لم تشاركي الآخرين بالكثير الكثير مما لديك وكلنا لديه الكثير...
والخبر المفرح هنا، أن بعض الأبحاث العلمية من خلال تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي، والتبرع بالدم والصعق الكهربائي الطفيف قد قدمت أدلة بأن العطاء هو سبيل قوي جداً للتطور الشخصي والسعادة الدائمة ومفيد للصحة ويعطي الدماغ النشاط اللازم ، حيث أظهرت التجارب بأن الإيثار متأصل في الدماغ (وهذا أمر ممتع حقاً) وبالنسبة للشخص غير المعطاء بطبعه فيمكنه عن طريق التقمص الوجداني تحسين قدرته على التعاطف مع الآخرين بالتدريب والممارسة، ما يُسعد قلوب الآخرين ويمكّن الشخص من التلذذ بالسعادة الحقيقية والصحة والثراء والإنتاجية من خلال ممارسته للأعمال الخيرية بصورة مستمرة وهذا هو معنى استعادة الحياة من أجل صحة أفضل.
توقفي عن التفكير بأن حياتك خالية من أي معنى وليس لها أي قيمة بل حتماً أنت قادرة على إحداث فرق في هذه الحياة، وبإمكانك فعل الكثير من أجل نفسك، ومن هذا الكثير، جربي نعمة العطاء، شاركي الآخرين حياتهم ولو بجزءٍ بسيط وتفاعلي معهم بصدق...
حتى أكثر الأشخاص فقراً، يملكون الكثير.
فالفقير هو من يفتقر الإنسانية في شخصه وليس المال في جيبه.
فإبتسامتك ذات قيمة عالية.
وكلامك المشجّع لمن يمر في أزمة بركة.
وقتك الذي تمنحيه لمن يشعر بالوحدة رزق عظيم.
ومالك الذي تنقفيه كصدقة ... هو زادك للقلب السليم الذي تحملين.
كلها ثروات تستطيعين أن تتشاركي بها مع محيطك وسترين بأم العين أنها ذات معنى جميل جداً يُزيّن حياتك ويُضيء قلبك نوراً، فالعطاء نعمة من الله سبحانه وتعالى وقد وُضعت دراسات بشأن "المعايير" المفترض بالمرأة معرفتها في رحلة عطائها من أجل استعادة الحياة والوصول للسعادة وحبذا لو تعطين من وقتك القليل لهذه الدراسات علّها تُشعل الحماسة في عقلك وتُدب النشاط في قلبك، فيرى عندها العالم أجمل ما عندك، ما مراعاة ما يناسب مجتمعك ودينك وهويتك ، فقد ورد فى الحديث الشريف:
إنَّ اللهَ كريمٌ يُحبُّ الكُرَماءَ ، جوادٌ يُحبُّ الجَوَدَةَ ، يُحبُّ معاليَ الأخلاقِ ، ويكرَهُ سَفْسافَها".
من هنا يركِّز الدين الإسلام كثيراً على الكرم والجود والبذل والعطاء، كونه يؤدي بالنتيجة الى بناء مجتمع قوى متماسك متعاون،
فالسخاء ، بكافة أشكاله وصوره هو إحدى الطرق التي تقودك ليس فقط الى السعادة في الحياة الدنيا بل الى.. الجنة بإذن الله تعالى فقد قال الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام :
" السخاء شجرة من أشجار الجنة، أغصانها متدلية إلى الأرض، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة".
- خطوة 3 : أشعري بكل لحظة من حياتك، عيشى لحظتك الحالية
يقول مايكل براون في كتابه الحضور/ رحلة عملية في إدراك اللحظة الحالية:
أن تكون مدركاً تماماً للحظة التي نعيشها، أو أن تكون حاضراً في اللحظة. أي أن الحاضر هو مسكننا الحقيقي فهو الوقت الوحيد الذي تجري فيه أحداث حياتنا فإن الماضي قد ولى ولا يمكن تغييره والمستقبل لم يأتِ بعد، ولكننا نقضي لحظاتنا اليقظة في التفكير، فإن تعلمنا العيش بصورة واعية في الزمان والمكان بكامل حضورنا فسوف يجعلنا هذا أكثر توازنًا وسعادة.
صحيح أن العيش بصورة واعية بكامل حضورنا وادراكنا للزمان والمكان يجعلنا أكثر توازناً وسعادة، وهذا هو المعنى العميق لمفهوم استعادة الحياة المليئة فعلاً بالوعي واليقظة والسعادة الدائمة.
تمهلي عزيزتي وثقي بإنها خطوة هامة جداً وبسيطة وفي بساطتها كل السكينة،
لا ترهقي نفسك بالتنقيب عن طريقٍ للسعادة فالسعادة هي الطريق... هيا عانقي السعادة، فهي ببساطة تعيش معك وبرفقتك ولكنك أحياناً لا تلتفتين لها،
إبدأي مشوارك وتحسسي نعمة اللحظات التي تمرين بها كل يوم من حياتك،
قومي بما تقومين به وكأنك خُلقت أصلاً للقيام به،
فحين تصلين كوني عابدة لله سبحانه بروحك ووجدانك قبل لسانك وجوارحك،
عيشي مع الصلاة وكأنك أتيت إلى هذا العالم من أجل الصلاة ، ومن أجل الصلاة فقط، فليكن قلبك حاضراً أثناء الصلاة وإعلمي أن الله العظيم قد سمح لكِ أن تتصلي به ، بالأبدي السرمدي ، بالكمال المطلق ، بالرحمة المطلقة ، بالحكمة المطلقة ، بالحب المطلق.
حين تدركين ذلك، تتحرر روحك وترتقي في علياء الإيمان، فتتذوق لذة العيش الحقيقي،
ولعل أجمل ما قيل عن حلاوة العبادة التي تنقلك الى رحاب السعادة المطلقة والهناء والسرور هذه القصيدة العرفانية:
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لَمُــــتَ غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولو لاح مــــن أنوارنا لك لائــــح تركت جميع الكائنــــــــــات لأجلنــــــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى سهولته قلنا له قــــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
فأيسر ما في الحب للصب قتـلـه وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنــا
فـيــا أيـهــا الـعـشـاق هـــذا خطـابـنـا إليـكـم فـمـا إيـضـاح مــا عـنـدكـم لـنــا
لذلك، أدعوك مجدداً ومجدداً كي تتمهلي، وتتنفسي حب الحياة من أجلكِ أنتِ،
قومي بعملك، أنجزي مهامك، ومهما كانت طبيعة هذا العمل الذي تقومين به، فكري بأن دورك في هذا الكون هو إنجازه فقط... وإتقانه أيضاً، حينها تصبح مسألة استعادة الحياة والعيش في اللحظة ذاتها هي مهارة تعرفين جيداً كيف تمارسينها في شتى التفاصيل،
لذلك وكي تعيشي فعلاً اللحظة، قومي بالشيء الذي تحبين أن تقومي به فعلاً ، إبحثي عن شغفك حتى يصبح هذا الشغف هو أساس الفعل وهو الذي يحفّزك على العطاء ، فالأمر لا يتعلق بالقدر الذي تعطيه ، ولكنه دون شك يرتبط بمقدار الحب الذي تعيشينه لحظة العطاء، حين تفهمين جيداً هذه التفاصيل، سوف تعملين جاهدة من أجل استعادة الحياة التي تمارسين فيها دورك كما يجب، فالمسألة يا عزيزتي ليست مجرد القيام الشيء الصحيح فحسب ولكن أيضاً مسألة اختيار ما هو مناسب لكِ ومن شأنه أن يحقق لكِ السعادة التي تستحقيقنها بجدارة.
حين تصلين الى هذه المرحلة فإنه بالتأكيد سوف تلاحظين مقدار المتعة التي تشعرين بها وأنت تتنقلين من دورٍ إلى آخر وكأنك فراشة تتذوق أحلى الأزهار...
حياتك مليئة بكمٍ هائل من الجمال، وما عليك سوى أن تبصري جمالها بقلبك،
عندها ستنتعش روحك وتشعري بقيمة حياتك ومعناها، فالسعادة ليست لحظات عابرة بل لا هي حق طبيعي وُلد معك منذ أن أبصرت النور، فتمسكي بهذا الحق جيداً.
- خطوة 4 : عوّدي نفسك على عبادة "الإمتنان"
إنه إحساس بليغ بالرضا، وشعورٌ ملؤه اليقين بفضل الخالق عز وجل علينا ورحمته بنا!،
ولأنها مهمة شاقة، عوّدي نفسك يومياً على إختيار عدد معين منها،
إنه العيش بإحساس الإمتنان، وهذا موضوع يحتاج بحد ذاته للكثير من التفصيل كي ندرك ماهيته الحقيقية.
شعور الإمتنان... من أهم السبل الراقية في استعادة الحياة والعيش بهناء وسعادة وراحة ورضا.
أنه سحرٍ خاص لا يدركه سوى القلة القليلة من بني البشر.
يقول المولى في كتابه العزيز:
" هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا" (الإنسان/1)
هكذا ودون أي مجهود منكِ أوجدك الله سبحانه من العدم، ومّن عليك بنعمة الإيجاد، فهل يمكن لكلمات أو صلوات أو إبتهالات أن تعبر عن مدى الإمتنان لهذه النعمة؟ إنها نعمة الحياة والتي تضم بين طياتها كل النعم الأخرى،
تمهلي عزيزتي، وخذي إستراحة بسيطة،
إجلسي في مكان هادىء،
وعددي ما يُحيط بك من نِعم وعطاياقال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ " ( فاطر /3)
إحتفظي لنفسك بدفتر وردي أو ربما أي لون آخر تفضلينه كي تخطي فيه معنى حياتك.
اكتبي كل يوم ثلاث نِعم – فقط- أهداكِ إياها الخالق جلا وعلا دون حولٍ منك ولا قوة. تأملي فيها جيداً... حاولي قدر المستطاع تذكّر النِعم الخفية التي إعتدت عليها يومياً دون أن تتفكري بقيمتها في حياتك، تذكري ولا تنسي أن تدوني ما تذكرتِ.
ثم قدمي للمولى واجب الإمتنان عن حبٍ صادق ولو بمجرد إعتراف ضمني أو حتى إبتسامة صادقة.
هذا في الصباح.
وعند المساء وبعد إتمام صلواتك أكتبي ثلاثة أشياء فقط قمت بها بنفسك وحتى لنفسك في هذا اليوم وتفتخرين بها حتى ولو صادف أن واجهت بعض المتاعب أو الصعوبات أو المشاكل خلال يومك هذا.
بغض النظر عن الجانب السلبي ولنطلق عليه ( إسم عادي لا سلبي)
عوّدي نفسك على ممارسة هذه العبادة بعد كل عمل يوفقك الله تعالى للقيام به، ثم أتبعِي ذلك بكثرة الحمد لله سبحانه والثناء عليه والسجود شكرا له سبحانه ورددي بكل يقين وحب وسعادة
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
جربي هذا التمرين لفترة لا تقل عن عشرة أيام، ولاحظي مدى الفرق الذي سيحصل لك.
عندها ستدركين جيداً المعنى الأعمق لوجودك على هذه الأرض وسوف تتولد لديك رغبة جامحة بضرورة استعادة الحياة الطيبة الى قلبك النقي للعيش بسعادة لا تفكر صفوها الأحداث الطارئة مهما بلغ حجمها، لأن الحياة تحتاج منك اليقظة، والعطاء ايضاً يلزمه التركيز الدائم ،
امنحي نفسك الوقت اللازم لاستعادة الحياة، لأن عمرك ليس مجرد أرقام ، أنه نبض يغمره القلب، وكلما نبض القلب نطق اللسان حامداً شاكراً ممتناً، استعادة الحياة يعني الوهج الدائم للقلب، وقلبك يحيا بالشكر والامتنان ولذة العطاء ومن حقه العيش بسعادة وهناء.
- خطوة 5: غيّري بعض "العبارات" وإستعملي الأجمل دائماً
العبارات تؤثر في الآخرين لا شك، ولكن لماذا لا نفكر في مدى تأثير كلماتنا على قلوبنا وحياتنا نفسها؟
لذلك أنا أدعوك منذ الآن لاستعمال العبارات التي يكون لها تأثير هائل على قلبك وعلى الآخرين أيضاً بحيث تساعدك في استعادة الحياة فعلاً وليس قولاً وتُشعرك بالسعادة كذلك، وهذا ما عبّر عنه أحدهم بالقول:
يمكن أن تكون العبارات الواقعة في منتصف المسافة بين "المودة الصادقة" و"الأدب الرسمي" أداة لتحسين الحياة، فكل كلمة نستخدمها يمكن أن يكون لها تأثير هائل على الآخرين، كما أن النبرة التي نتحدث بها تعكس شخصيتنا وتساهم بشكل كبير في نجاحاتنا ( محمد صلاح)
هذا بالنسبة للآخرين، فكيف ينعكس تأثير العبارات الجميلة على حياتك و...سعادتك إذا؟ وهل تقومين بكل ما يلزم وتستثمرين وقتك كما يجب كي تشعري بقيمة الحياة ومعناها ؟
الوقت كالسيف، والوقت من ذهب،
وغيرها الكثير من عبارات التحفيز لحُسن إستعمال الوقت، كلنا نحفظها عن ظهر قلب، ولكن هل فعلاً نطبقها كما يجب؟
لا أظن هذا، بالنسبة للغالبية بالطبع وليس الجميع لأن نمط الحياة الذي إعتمدناه يدل على عكس ذلك، فغالباً ما نسرع كي ننجز الكثير، وتكون النتيجة القليل القليل، ونركض أكثر ونبقى في المكان نفسه،
حسناً، فلنبدأ بإجراء تعديلات بسيطة، تبدأ بالألفاظ وتنتهي بالأفعال،
لقد لاحظت كثيراً بأننا نركز على عبارات " يجب أن أقوم بذلك"
" عليّ أن أنجز هذا العمل"
" يجب أن أحضر في الوقت المحدد"
" لا بد من إتمام هذا العمل...الممل"
"يُفترض..."
كثيراً ما يتردد هذا الفعل "يجب" و " يفترض" و غيره من أفعال الأمر والإكراه ...
وكثيراً ما نقوم بالعمل دون أي إحساس داخلي وكأننا أصبحنا كالآلات أو الأجهزة الإلكترونية التي تسير على البطارية، أصبحنا "روبو" ناطق،
حسناً لماذا لا نستعمل عبارات ملؤها الحنين تُشعرنا بأننا بشر وبأن الإحساس يسري في عروقنا، لماذا لا نقول مثلاً :
" أنا أحب أن أذهب إلى عملي"
" أنا أرغب فعلاً بإصطحاب الأطفال الى المدرسة"
" أنا إشتقت بشدة لرؤية الأهل"
" أنا أستمتع عند شراء الأشياء التي تنقصني"
" أنا أتوق لتحضير أشهى الأطباق لعائلتي"
" أنا أعشق إضاءة العالم من حولي"
" أنا أقّدر وأحب كل من حولي"...
تمهلي عزيزتي، وكما تختارين ما يلاءم شكلك وتهتمين بأناقتك، ركزي أيضاً على ما ينعش روحك كي تُلهمي قتنطلقي وتعملي وتنجزي دون تأفف أو ملل أو تكاسل أو لامبالاة، قرري بأنه من حقك استعادة الحياة كي تأخذي نصيبك منها ويكون سبيلك للسعادة الدائمة، عندها كل الدنيا من حولك ستعمل لصالحك!
- خطوة 6 : خصصي وقتاً من يومك من أجلك أنتِ ... وأنتِ فقط دون سواكِ
مهما بلغت حجم المهام التي تمارسينها كل يوم، لا بد أن تعيدي التواصل مع نفسك أولاً وأخيراً!
أخبري نفسك دائماً بأن لديك خيارات عدة لإيجاد اللحظات الفرحة مع نفسك،
هذا لا يعني عدم وجود مصاعب في يومك أو حتى حياتك، بل يعني أنك تملكين القدرة الكافية للتعامل معها كما يجب.
ولا تنسي للحظة بأن لديك دوماً مجموعة من السبل التي عليها أن تمارسيها كي يصبح يومك أجمل وحياتك أفضل .
استعادة الحياة معناه هنا أن تذكرّي نفسك بقيمتها، أعيدي إليها وهجها وبهائها ورونقها، إمنحي كل تفاصيل حياتك الوقت اللازم كي تدب فيها الحياة من جديد
قد تحبين القراءة أو المشي أو تلاوة الأذكار أو حتى شرب كوبٍ من الشاي أو القهوة الدافىء وأنت تستمعين إلى موسيقى تفرح أعماقك،
حسناً لا تشعري بالحرج، أخبري كل من يحيط بك، أنك تحبين الإختلاء بنفسك...
أخبريهم بعبارات ملهمة " أنا أرغب... أنا أحب...أنا أتوق للقاء ذاتي...أنا مشتاقة لمعانقة روحي"
وصدقيني سوف تتفاجئين بالنتائج، الكثيرين يتوقون لذلك، وأنت القدوة بالنسبة لهم، هيا ، لا تترددي ونفذي ما تحبين أن تقومين به... الآن.
وتذكري جيداً با، اللحظات البعيدة عن أي ضوضاء أو رنين هاتف أو صوت تلفاز مرتفع، ستريحك وتلهمك، ستمدك بقدرٍ كبير من الطاقة التي تضفي المزيد من البهجة إلى روحك.. لذا كوني سعيدة بممارسة حقوقك الطبيعة، لأن استعادة الحياة من جديد من حقك، وهذا الحق سوف يؤهلك كي تكوني بارزة متميزة متفردة بشخصيتك وحضورك وتأثيرك.
- خطوة 7: إستعيدي رونق "الإعجاب" إلى كل تفاصيل حياتك
استعادة الحياة ليست لغزاً على الاطلاق، انها الاحسا س الذي شعرتِ به أول مرة حين حصلتِ على شيء كنت تحلمين بالحصول عليه،
حين إشتريتِ شيئاً لطالما رغبت أن يكون لكَ
كلنا عشنا إحساس لحظة فرح عارمة وسعادة لا توصف.
لذلك، أتذكرين عزيزتي المفكرة الوردية التي طلبتُ منك الإحتفاظ بها لممارسة عبادة "الإمتنان" ؟
حسناً أمسكي الآن بهذه المفكرة وأكتبي على صفحة بيضاء كيف كان شعورك أول مرة حين قمتِ بشيء ما أو حين تلقيتِ هدية ما أو أي شيء آخر...
إستعيدي هذه اللحظات، إغمضي عينيك كي تري كل جميلٍ قد فات،
تذكري ، وحاولي أن تجددي وتتجددي ، استعادة الحياة هو محاولاتك أن تصنعي شيئاً يعيد لحياتك هذه الفرحة العارمة التي لا تُوصف.
ودعينا سوياً نقرأ عن فرحة إمرأة لأول مرة خاضت تجربة الطب النفسي فكان ذلك سبيلها في استعادة الحياة والشعور بالفخر والسعادة
"تُعدّ الدكتورة "رفيعة غباش" أول امرأة إماراتية تتخصص في الطب النفسي، وذلك عام 1984.
وهي أول امرأة تتولى عمادة "كلية الطب والعلوم الصحية" لدى "جامعة الإمارات العربية المتحدة" عام 1999، وتترأس "جامعة الخليج العربي" في البحرين عام 2001.
وبعد رحلة حافلة بالإنجازات امتدت زهاء ثلاثة عقود، تركت غباش العمل الأكاديمي والرسمي، حتى تتفرغ لمشاريعها الثقافية والتراثية، والتي كان من أبرز ثمارها تأسيس "متحف المرأة" في دبي، وإصدار "موسوعة المرأة الإماراتية" التي تعرض سيرة نحو 1000 امرأة إماراتية سجلن حضورهن في مجتمع دولة الإمارات على مرّ أكثر من قرن ونيف بمختلف مجالات الحياة".
بماذا تشعرين وأنتِ تقرأين هذه السطور، إنه الشعور بالإعتزاز والفخر والزهو بالنفس التي تفرح لإنجاز غيرها وكأنه إنجازها هي،
إفرحي لفرح "النساء الملهمات" وكوني على ثقة سوف تلهمين لإنعاش الإبداع في داخلك ، وليس هذا فحسب، إنه شعورٍ جميل يجعلك تستعيدين الطفلة التي في أعماقك، إبتسمي لها وستُذهلين من تأثير ذلك عليك، ستشعرين فعلاً ما قيمة استعادة الحياة للعيش بسلامٍ وسعادة.
لقد جربتُ هذا التمرين بنفسي، أغلقت عيناي ومرت مشاهد غاية في الروعة كنت قد نسيتها في حياتي وحتى في حياة العديد ممن عرفتهم أو سمعت عن فرحتهم...
لقد إستعدتُ تفاصيل سعيدة مرت بحياتي فشعرت بإحساس عذب يلف كياني،
إبتسمت من فرحتي، وحين فتحت عيناي، أبصرت ما حولي وكأنني أرى كل شيء لأول مرة، وهنا تجلت أمامي الحياة، لأنني فعلاً قد استعدتها بنفسي.
بالفعل أنه إحساس لا يوصف، جربي أن تري الأشياء وكأنك تشاهدينها للمرة الأولى،
تذكري حين كنتِ طفلة صغيرة كيف كنت تتحمسين لكل ما يدور من حولك، وكيف كانت رغبة إكتشاف ما هو جديد تشتعل في أعماقك،
هيا إذاً تعاملي مع معطيات الأمس بإحساس الود النابع من قلبٍ بريء لا يفقه سوى الفرح الناصع،
وصدقيني ستشعرين فعلاً بإلهامٍ غريب تجاه ما يُحيط بك،
فهناك أشخاص وأشياء ومناظر كثيرة قد إعتدتِ عليها وتعودت على شكلها وكأنها شيء عادي جداً إلا أن الحقيقة ليست كذلك،
هناك أشياء رائعة الجمال تغمر بيتك، محيطك، عملك ومجتمعك...
لا تتعودي عليها بل أشعري بوجودها وقيمتها لأنها ستضفي معنى آخر جميل لحياتك، استعادة الحياة هي السبيل الأنجع الذي سيُلهب في أعماقك نعمة الخيال والحلم ويغمرك بالسعادة ، عندها ستلهمين الإبداع والابتكار لأن كل إنجاز عظيم كانت بدايته حلماً صنعه الإلهام!
- الخطوة الأخيرة: إذهبي برحلة عميقة داخل روحك وأبصري ما فيها
هي خطوة في غاية الأهمية، إنها برأيي، جوهر كل الخطوات التي سبقتها، ولعل قيمتها هي التي جعلتني "أخبأها" حتى النهاية كي ترسخ أكثر في الأذهان...
استعادة الحياة، هي دعوة للغوص إلى أعماق روحك كي تبصري بأم العين الكثير من المواهب، الإمكانيات، المعلومات، القدرات، والعديد العديد من الأحلام، التي غطاها الغبار ولفها النسيان وتاهت في نومٍ عميق.
كل ذلك سببه ما يُعرف "بدائرة/ منطقة الراحة" إنه مدلول يتعلق بكل فرد منا،
فأحياناً ولأي سبب كان لا نُقدم على أي تغيير أو تقدم أو إنجاز في حياتنا بحجة أن الأمور تسير على خير ما يرام...
هنا ندخل نفق الروتين والتعوّد على الأشياء ونلغي من قاموسنا كل مبادرة جديدة للإبتكار والتجديد المفيد... دون أن ندري بأننا نخسر الكثير من المواهب التي خصنا الله تعالى بها ...
فهل تقبلين أنتِ بالإستمرار على هذا المنوال؟
تمهلي قليلاً ... وإتخذي القرار بأنك استعادة الحياة تتطلب منك إعادة ترميم ذاتك كي تعيدي لها كل الزهو والإشراق والوهج الدائم، إسألي نفسك سؤالاً واضحاً:
إذا كان كلُ شيءٍ ممكناً والأمور من حولي تسير وفق إرادتي، والخوف في أعماقي ليس موجوداً تجاه أي جديد، فما هو الشيء الذي سوف أبادر لفعله والسير به وتطويره كي يغدو إنجازاً حقيقياً أزيّن مستقبلي ببهائه؟ وهل بذلك تكون استعادة الحياة قد نجحت بالنسبة لي؟
إذا كنتِ صادقة مع نفسك وتنوين فعلاً المبادرة والإنجاز، فإعلمي جيداً بأن جوابك سيكون بمثابة منجماً من ذهب وما عليك سوى التفكير كيف تستثمرينه خير إستثمار.
هيا أخبرينا كم تبلغ حجم الثروة التي حصلتِ عليها ؟ وكيف تنوين إنفاقها؟
خلاصة الكلام:
بعد أن قضينا معاً مشوار روحي حول معنى استعادة الحياة،
لا بد أن تدركي جيداً بأن إضفاء المعنى لوجودك على كوكب الأرض ليس مجرد نزوة عابرة بل حاجة أساسية عليك فعلاً إشباعها بالسبل الممكنة السليمة كي تعيدي التوازن إلى حياتك وتقومي بدورك كما أراد المولى سبحانه وتعالى لأنك لم تأتِ إلى هذه الحياة وترحلي كي تكوني مجرد رقم، وما هي إلا لحظات ويلفه النسيان مهما بلغ من العمر. وعندما تشعرين بأن الضجر بدأ يتسلل الى قلبك اعلمي بأنه عليك استعادة الحياة لأن ذلك هو سبيلك للسعادة.
وفي الختام بقيت هذه التساؤلات:
1- من بين جميع الخطوات التي تكلمنا عنها ما هو المفتاح أو الخطوة التي تشعرين بأنها لامست أعماقك بحيث أصبحتِ جاهزة لإتخاذ القرار بالبدء في التنفيذ؟ ومتى سيكون هذا الأمر؟ وهل بإمكانك تحديد الموعد لذلك؟
2- انا أعترف بأن هذه الخطوات ليست قانوناً منزلاً أو وصفة جاهزة حاضرة بل هي قابلة للتعديل والتطوير ولعل التجربة الشخصية لكلٍ منا ستُضفي عليها نكهة خاصة أيضا لذلك وإذا كنتِ من النساء اللواتي تذوقن معنى حياتهن، وقمن فعلاً بتجربة حية لما يُسمى استعادة الحياة والعيش بسعادة وعرفن الفرق جيداً بين ما أملك وما أريد وبين من أكون وما الأثر الذي أحب أن أتركه ،
فما هو، من خلال تجربتك الشخصية، الدرس الأبلغ أو التجربة الفضلى التي تودين نقلها للآخرين كي يبادرن لاستعادة الحياة واضفاء الطمأنينة واليقين والأمل والسعادة على حياتهن؟.


0 تعليقات